الكثيرُ من الأمّهات يتساءلْن عن المساحة الطبيعية لمشاعر الحب بين الأم وطفلها، ومدى قرب الأم من أطفالها عاطفيًا ونفسيًا، ومن الجدير بالذّكر! أنّ الكثيرُ من الأمّهات يشتكين من ميل أبنائهن إلى آبائهم أكثر منهنّ أو حتى عدم ميل أطفالهنّ لهنّ! فتراهنّ يتساءلن: ابني لا يحبني: ما الحل؟

إذا كنتِ سيّدتي واحدةً من هؤلاء الأمّهات، وتبحثين عن حلولٍ مناسبة لهذه المشكلة العاطفية؛ فابدئي إذاً بقراءة هذا المقال المفيد الّذي يدور حول كيفيّة التعامل مع طفلك الذي لايحبك!

اقرأ أيضاً:  لماذا يصاب الأطفال بالحمى؟

أسباب بُعد الطفل عن أمه

أوّلاً وقبل كل شيء! عليك سيّدتي معرفة الأسباب الناجمة عن بُعد طفلكِ عنك، وميله لغيركِ أكثر منك، إذ أنّه من المؤكّد وجود أسبابٍ مقنعة لنفور طفلك عنكِ، وفي هذه الفقرة سوف نوضّح لكِ سيّدتي أبرز الأسباب الدّافعة لبعد الطفل عن أمه:

  • ترك الأم طفلها عند الجدّة عند الخروج من المنزل، خاصّةً عند ذهابها إلى العمل.
  • انفصال الأم والأب بالطلاق، وتربية الطفل عند شخصٍ آخر بدلاً من الأم.
  • سفر الأم و ترك طفلها عند أبيه أو عند أقاربها.
  • عدم قدرة الأم من إشباع الرغبات العاطفية لطفلها؛ كمداعبته أو ملاطفته أو حضنه أو حتّى ممارسة اللعب معه.
  • إحساس الطفل بقسوة تعامل والدته، خاصّةً عند توبيخه على كل صغيرةٍ وكبيرة.

هذه العوامل من شأنها أن ترسم فاصلاً بين مشاعر الأم والطفل، والتي قد تسبّب ضرراً على حياة الطفل مستقبلاً؛ لهذا لابدّ على الأم من مداراة الأمر، والحرص على بناء علاقةٍ وطيدة مع طفلها قدر الإمكان.

وبعدما علمتِ أسباب بُعد الطفل عن أمّه نأتي الآن لضرورة معرفة الحلول المناسبة لاسترجاع العلاقةِ العاطفية بين الأم وطفلها، وحل المشكلات التي رسمت فواصلاً بين كليهما، وفي الفقرةِ التالية سنتطرّق إلى أبرز الحلول المناسبة لتوطيد العلاقة بين الأبناء.

اقرأ أيضاً؛ السن المناسب لكل رياضة يلعبها طفلك.

ابني لا يحبني: ما الحل؟

كما أشرنا في السطور السابقة أنّ هنالك العديد من العوامل السلبية المؤثّرة في علاقةِ الأم مع طفلها، وهذه العوامل قد تحصل مع الآباء أيضاً، لكنّهم لا يعيّرون الأمر إهتمامًا بالغًا! ولا يشعرون بالغيرةِ بتاتاً؛ ظنّاً منهم أنّ الطفل بطبيعة الحال يميل لأمّه؛ لتلبية احتياجاته المختلفة.

والحقيقةُ أنّ لا مكان للغيرة بين أفراد الأسرة، فغاية كل أمٍ وأبٍ هو في  الأساس تربية الإبن أو الإبنة التربية الصالحة، وما تجدر الإشارة إليه! أنّ حب الإبن لوالدته حبٌ فطري، بينما حبّه لأبيه يكبر مع حسن المعاملة ورصيد الحب والحنان.

على العموم! في هذه الفقرة سوف نقدّم لكِ سيّدتي أبرز الحلول المناسبة لحل مشكلة تدهور علاقتكِ مع ابنك، وميله لأبيه أو جدّته أو أيّ أحدٍ آخر أكثر منك.

  • الإتّزان عند تربية الطفل؛ بحيث لابدّ عليكِ من منح طفلك الحب والحنان والرعاية، هذا بجانب جعله يحترمكِ ويحترم قراراتك، ويأخذها في محمل الجد.
  • الإتفاق مع الزوج على اتّخاذ طريقةٍ تربويةٍ واحدة؛ حتى لا يكون أحدكما ليّناً وقت الشدّة أو حازماً وقت اللين.
  • الإتّفاق مع الزوج على دعم بعضكما البعض وتجنّب كسر كلمة الآخر مع الأطفال.
  • العلم أنّ لكلّ طفلٍ في البيت طريقة تعاملٍ خاصةٍ به، بناءً على نوع شخصيته وأفكاره؛ لهذا لابدّ من مناقشة الأمر مع زوجكِ واتّخاذ القرارات المناسبة مع كل طفل على حِدة عند ارتكاب الأخطاء.
  • تجنّب التّمييز بين الأبناء، والأفضل تطبيق العدلِ بين الأبناء قدر الإمكان؛ ذلك لأنّ العدل من شأنه جذب الطفل لأمّه وأبيه أكثر والعكس صحيح!
  • التحلّي بالصبر والهدوء عند ارتكاب الأطفال الأخطاء، وعدم التفاعل والحزم بسرعة عند صدور الأخطاءِ من الأبناء؛ لأنّ العصبية والقوّة تسبّبان في نفور الأبناء عن والديهم.
  • استقطاع بعض الوقت للأبناء حتى عند تراكم أعباء العمل؛ حيث أنّ الطفل لا يحتاج فقط إلى الأكلِ والشرب والنّوم! بل إنّه يحتاج لمن يستمع لأقواله، ومن يشاركهُ أفكاره، ويدعمهُ في أوقات حزنه، وفي حال عدم توفير الوقت الكافي للطفل؛ فإنّ الطفل سيضطرّ للبحث عن فردٍ بديل يقوم له بعمل ما ذُكر! ما ينجم عن ذلك ميل الطفلِ للآخرين أكثر من أبيه ومن أمّه.
  • من الأفضلِ طلب المساعدة من الأطفال في أعمالِ المنزل؛ ذلك لأنّه سيتسنّى للإبن وأمّه قضاء بعضٍ من الوقت مع بعضهما البعض، ما يبثّ في روحه السعادة و يزرعُ الحب في نفسه تجاه أمّه.
  • حضنُ الطفل وتقبيله قبل النوم وعند الذهاب إلى المدرسة في الصباح الباكر.
  • تشجيعُ الأبناء على تحقيق النجاحات.
  • مدح الطفل على أفعاله حتى لو كانت بسيطةً عند الأهلِ والأقارب والأصدقاء؛ لأنّ ذلك يشعره بالحب والإنجذاب لأمّه.
  • تقديمُ الهدايا والجوائز للأبناء؛ ومنح مشاعر الحب والإهتمام لهم في كل مرحلةٍ من مراحل حياتهم.

 

“سيّدتي! إن لم توفّري الوقت الكافي لابنكِ وهو صغير، فلا تشتكي من إهماله لكِ في المستقبل وهو كبير! فالحياة ستعيد الكرّة حتى وإن طال الزمن”.