يُعتبر بكاء الأطفال “ظاهرةً عامّة” وطبيعية تحدث في الحياة اليوميّة، فالطفل يبكي لأنّه يريد أن يخبركِ من خلال بكائه أنّه بحاجةٍ إلى الرعاية والراحة.

إنّ بكاء الطفل طريقةٌ يتواصل من خلالها مع أمه! و من البديهي أنّ الأم قد تتمكّن من معرفة سبب بكائه، وقد تفشل في فهمه! ومن هنا، يجب على كل أم خاصةً تلك التي تمرّ بتجربة الأمومة للمرّة الأولى أن تعرف أسباب بكاء طفلها الرضيع.

ويجدر الاعتراف بأنّ هذه المعرفة ليست بتلك السهولة! فالأمر يحتاجُ منها صبراً ومعايشةً وتعلّماً وتعلّقاً، ومن المعروف أنّ الجدات يقمن بنقل خبراتهنّ لأحفادهن، لكن الأم هي من تستطيع أن تفهم حاجة رضيعها، وهي من تستطيع تلبية ذلك له.

عزيزتي الأم! في هذا المقال سوف نختصر عليكِ طول طريق التجربة، بحيث سوف نخبركِ عن ” أسباب بكاء الطفل من نبرات صوته “! سوف نزوّدك بالتجارب المدروسة، والبحوث التجريبية، والمعلومات الدقيقة؛ لكي تعرفي وتفهمي ما يريده طفلك منكِ، نرجو منك مواصلة القراءة.

اقرأ أيضاً: حيل تحفيزيّة مذهلة لتحفيز الطّفل على نوم القيلولة.

 

أهم أسباب بكاء الطفل من نبرات صوته

تتمثّل أسباب بكاء الطفل الرضيع بكلٍ من الآتي:

  • البكاء بسبب جوعه:

في هذا النوع من البكاء يصدر فيه الرضيع أصوات بكاءٍ مرتفعة،وتكون على نغمة ” نيه، نييييه”، ويصاحب بكاؤه حركاتٍ يقوم بها مشيراً إلى حاجته إلى الطعام، لا تستغربي، نعم! ومثل هذه الحركات ” أن يقوم بمص إصبعه، أو أن يقوم بتحريك يديه بعنفٍ نحو فمه”.

وقد تتساءلين عن سبب استمرار بكاء رضيعكِ أو تكرار بكائه بعد كل فترةٍ وفترة؟! هذا يرجع إلى أنّه لا يستطيع إستيعاب كمياتٍ كبيرةٍ من الحليب دفعةً واحدة؛ لصغر معدته، لذلك فهو يكتفي بكميات حليبٍ قليلة، ثمّ يشعر بالجوع بين حينٍ وآخر.

وعند علمكِ بشعوره بالجوع فعليكِ حينئذٍ بالمسارعة إلى إرضاعه في الحال؛ وذلك حتى لا يدخل الهواء إلى معدته نتيجة صراخه! لأنّ ذلك سوف يسبب له المغص نتيجة وجود غازاتٍ في معدته.

 

  • بكاؤه لاحتياجه إلى النّوم: 

في هذا النوع يصدر الرضيع أصواتَ بكاءٍ بشكلٍ متقطّع ” آه, آوووا “ـ ويصاحب بكاءه تثاؤب وحركاتٍ أخرى مثل: أن يقوم بتفريك عينيه أو أن يلمس أذنه بإصبعه، وفي بعض الأحيان قد يأخذ فمه شكلاً دائرياً، ومن خلال تصرفاته تلك تستطعين أن تعرفي ما يريده منكِ رضيعكِ.

صغيركِ رضيعٌ لا يقدر على أن يخلد إلى النوم وحده، بل يحتاج إلى حنانكِ؛ ليشعر بالهدوء والطمأنينة، لذلك ضمّيه إلى صدركِ ليشعر بالأمان والإحتواء ويخلد إلى النوم، حركّيه لبعض الوقت ثمّ رددّي له بعض الأصوات والتمتمات التي إعتاد على سماعها قبل النوم.

 

  • بكاء الرضيع بسبب شعوره بالمغص:

أمّا في هذا النوع يصدر الطفل أصواتاً حادةً ومرتفعة، وتكون على نغمة ” اييييير، إيييييغ “، وهذا البكاء يعدّ الأكثر ألماً له مقارنةً بالأنواع المذكورة مسبقاً.

علامات تدل على أنّ بكاء الرضيع بسبب شعوره بالمغص:

1- بكاء متقطّع؛ طبقاً لنوبات المغص.

2- تحريك الرضيع قدميه كثيراً حين بكائه.

3- ترك الرضيع فترةً طويلة دون إرضاعه قد يكون أيضاً سبباً في شعوره بالمغص.

4- ترك الرضيع يبكي دون إرضاعه يكون سبباً في دخول الهواء في بطنه وشعوره بمغصٍ حيال ذلك.

ماهو الحل إن كان سبب بكاء الطفل هو شعوره بمغصٍ شديد؟

1- تكريعه جيّداً، وقدّمي له بعض الأعشاب المهدئة، واستشيري طبيبكِ حيال ذلك.

2- إن كان رضيعكِ قد تجاوز الستة أشهر من عمره، قومي بتدليك بطنه بشكلٍ دائري، أو أمسكي ساقيه وقومي بتحريكهما نحو بطنه بكل هدوء، ولمدة 10 ثوانٍ فقط.

3- احملي رضيعكِ على بطنه، وقومي بتربيته تربيتاً خفيفاً مع تدليك ظهره، هذه الحركة تريح الكثير من الأطفال، فقومي بتجربته.

 

  • بكاء الرضيع بسبب مرض:

يستمرّ الرضيع في هذا النوع بالبكاء والصراخ، وتكون نبرةُ صوته ذو نمطٍ غريب، يختلف صوت بكائه في هذا النوع عن الأنواع الأخرى، ويصاحب بكاءه ارتفاعٌ في درجة حرارة جسمه، تغيّر لون برازه، وترشيح من أنفه، فإذا تمكّنتي من ملاحظة ذلك أسرعي فوراً بمراجعة الطبيب.

 

ما الّذي يشير إليه بكاء الطّفل؟

قد يُستصعب على الآباء فهم ما يودّه أطفالهم منهم، لهذا لابدّ أوّلاً من معرفة الحالة الحاليّة للطّفل، والأسباب المحتملة التي أدّت إلى بكائه.

بالإضافة إلى معرفة الآثار الجانبيّة للأدوية إن كان الطفل تحت العلاج، أو اضطرابات النّوم أو الألم المصاحب لعدوى العقد التحليليّة، أو الإصابة بالإرهاق النّفسي أو الرّهاب الاجتماعي.

ذلك لأنّ هذه الأسباب من شأْنها أنْ تجعل الطّفل يتعرّضُ للقلق والبكاء المستمر، ولن تتمكّن الأم من تهدئته إلا عن طريق علاجه! وينبغي على الآباء أن يأخذو في عين الإعتبار أنه ليس كل الأطفال بإمكانهم التعبير عن إحتياجاتهم ومشاكلهم بواسطة الكلام.

ولهذا لابدّ من بذل المجهود لنصيحة الطفل، وتوفير مجال راحةٍ له في يومه للتعبير عن نفسه ومشاعره وآلامه. ولكن عند تعسّر معرفة سبب بكاء الطّفل؛ يكون من الأفضل على الآباء الذّهاب بأطفالهم إلى الطّبيب النّفسي لمعالجة الأمر، والكشف عن الأسباب الرّئيسيّة لبكاء الطّفل.

إضافةً إلى أنّه لابدّ من تشجيع الطّفل على الثّقة بنفسه عند وجود مخاوفٍ أو قلقٍ قد يتعرّض له، ومساعدته على الإنجاز وتجاوز مخاوفه.

 

“أطفالنا نعمةٌ من اللّه ولا تجب الإستهانة بحالتهم النّفسيّة أبداً، أو التّعامل بقسوةٍ عند بكائهم بشكلٍ مستمرّ، وعلى عكس ذلك؛ يتوجّب على الوالدين معرفة أسباب بكاء أطفالهم، بدلاً من الصّراخ عليهم أو معاقبتهم دون معرفة الأسباب المؤدية للبكاء؛ لأنّ ذلك قدْ يؤثّر سلباً على شخصيّة الطّفل وحالته النفسيّة مستقبلاً”.