إنّ تعنيف الطّفل أمرٌ خطيرٌ قد يؤثّر سلباً على نفسيّته، ويجعله يكتسب شخصيّةً عنيفةً عند كِبره، وكذلك الحال عند تدليل الطّفل أكثر من اللّازم! حيث أنّ الإفراط في التّدليل قد ينطوي عليه الكثير من المخاطر الّتي تؤثّر بشكلٍ سلبيّ عليه، ويعرّضه لعواقب وخيمة!

وخاصّةً عندما يكون الطفل وحيد أمّه وأبيه!؛ لأنّ الطّفل في هذه الحالة سيكون أنانيّاً، ويحبّ التحكّم والسيطرة على الأشياء من حوله؛ ولضرورة معرفة مخاطر تدليلِ الطفل عن الحدّ المحمود، فكّرنا في تقديم مقالاً عن “نبذة عن معاناة الطفل المدلل في الصغر وشقاؤه في الكبر”. بحيث ستساعدك هذه المعلومات في كيفيّة التعامل مع طفلك، وجعله شخصاً محبّاً لغيره، وذات شخصيّةٍ قياديّةٍ في المستقبل.

اقرأ أيضاً:  بالصور.. اصنعي بنفسك الـ baby wrap في المنزل

 

من هو الطفل المدلل؟

الطفل المدلل: هو الطّفل الّذي ينفعل بشكلٍ سريع مقارنةً بالأطفال الآخرين من حوله، بحيث يبدو عليه علامات الغضب والإنفعال السّريع عند رفض طلبه، فهو طفلٌ يفتقر إلى الصّبر، وغالباً ما يعبّر عن انفعالاته من خلال سلوكيّاتٍ عنيفةٍ مثل: الرّكل أو شدّ الشّعر أو حتّى الضّرب؛ ولهذا كثيراً ما نرى أنّ الطّفل المدلّل يعاني من المعاناةِ النفسيّة مقارنةً بغيره في نفس عمره!

اقرأ أيضاً:  15 حيلة لتحفيز طفلك على نوم القيلول

 

آثار الدلال الزائد على الطفل

من المعروف عن الطّفل المدلّل أنّه يعاني من الشّقاء يوماً بعد يوم كلّما بلغ في العمر ونضج، فبشكلٍ عام! لا يتسنّى للطّفل المدلّل الفرصةُ في المشاركة في النّشاطات المختلفة التي إعتاد على ممارستها الأطفال في نفس عمره.

حيث من الجدير بالذّكر! أنّ من أفضل الطّرق التّربويّة إحساس الطّفل بالرّشد، وإحساسه بتحمّل المسؤوليّة قدر المستطاع! لكنّ الطّفل المدلّل يفتقر لهذا النّوع من الأسلوب التّربوي ونتيجةً ذلك؛ لا يُسمح للطّفل المدلّل بتحقيق ما يودّ الوصول إليه، ما يدفعه إلى سرعة الغضب والإنفعال.

اقرأ أيضاً:  بأفضل النصائح وفّري مصروفاً للمنزل

 

إنّ الدّلال الزّائد يجعل الطّفل يكره المشاركة في المسابقاتِ أو المجتمعات، والتفاعل مع الأطفال الّذين من حوله، والتعاون في النشاطات المختلفة، ووجود هذا التفاوت الكبير بينه وبين الأطفال الآخرين يشكّل عائقاً وتحدّياً كبيراً للعولمة، وبحسب الدّراسات التي أُجريت نلاحظ أنّ الطّفل المدلّل لا يتسنّى له فرص الإنضمام في الفعّالياتِ والمسابقات التي تُقام حوله أو التحرّك والمضي قدماً، فهو يعتمد على الآخرين عادةً.

ومن هنا يأتي تأثير الدّلال الزّائد عن حدّه المناسب! الّذي يؤثّر سلباً عادةً على تكوين شخصيّة الطّفل مستقبلاً، وتعريضه للكثير من المخاطر. حيث يجبْ على كلّ أمٍّ وأب تحميل طفلهم المسؤوليّة، والحرص على حصوله على التربيةِ السليمة والتعليم الجيّد، وبدلاً من دلاله، وتحمّل الأعباء عنه؛ لابدّ من إحساس الطّفل بمدى جمال تحمّل المسؤوليّة، وكيف يمكن للمرء أنْ يحقّق النجاحات ويمضي قدماً للأمام عندما يتحمّل أعباء مسؤوليّته بنفسه دون الإعتماد على الأفراد من حوله سواءً كانو عوائلَ أو أصدقاء، فإنّه يكون فرداً مستقلّاً قادرًا على إعالة نفسه وعائلته بنفسه.

اقرأ أيضاً:  أبرز الحالات التي تمنع فيها تطعيم الطفل مع الأسباب

 

كيفيّة التعامل مع الطّفل المدلّل

هنالك إستراتيجيّةٌ ذكيّةٌ للتعامل مع الطّفل المدلّل؛ حيث أنّ التعنيف لا يجدي بشيء! ولهذا لابدّ من إيجاد حلٍّ مناسب؛ لإحساس الطّفل بالمسؤوليّة، وجعلهِ فرداً اجتماعيّاً متفاعلاً مع غيره من الأطفال.

وفيما يلي سوف نقدّم لك عزيزي القارئ أفضل الطرق للتعامل مع الطفل العنيد:

  • الإعتدال في تربية الطّفل، وتجنّب المبالغة في تدليل الطّفل وحمايته.
  • تعويد الطّفل على كلمة “لا” فليس كلّ ما يطلبه الطّفل يُطبّق! فلا تتحقّق جميع الرّغبات، ولا يتمّ تنفيذُ أيّ طلبٍ على الفور؛ إذ أنّه من الجيّد إحساس الطّفلِ بالصّبر وانتظار الفرصةِ المناسبة لتحقيق رغباته.
  • تجنّب المبالغة في تدليل الطّفل، وعدم التّغاضي عن أخطائه كونه وحيدٌ أو صغير؛ إذ أنّه لابدّ من معاقبته على سلوكيّاته السلبيّة إن وُجدت.
  • على الوالدين تجنّب نوبات غضب أطفالهم، وعدم مقابلة هذه النّوبات بالعصبيّةِ والمعاقبة؛ إذ أنّ الإنسان لابدّ أنْ يتعثّر على الأرض حتّى يتعلّم الصعود.
  • إقناع الطّفل سبب عدم تلبية طلبه، وترك توبيخه أو الصّراخ عليه، لمدى خطورتهما عليه.
  • تحديد القواعد والإلتزامات الضروريّة التي يجب أنْ يطبّقها الطفل؛ لزيادة جانب المسؤوليّة عنده.
  • تجنّب التحكّم عليه، والسماح له بالمشاركة في الأنشطةِ المختلفة والمناسبات المتنوّعة.

 

إنّ أهم مراحل تكوين شخصية الإنسان تتمثّل في المراحل  الأولى من حياته، والتي تمتد حتى سن السادسة، وقد قيل أنّ أسوأ جريمةٍ يقترفها الإنسان هو قلة الإهتمام والتوجه لتربية طفله! الذي قد ينتهي به إلى نتائج لا تُحمد عواقبها.