عندما يتم تخصيب البويضةِ عند الإباضة، يبدأ الحمل الفعلي، والذي يسمى سن الإخصاب (بالإنجليزية: Conceptual Age.: Menstrual Age).

من الجدير بالذّكر أنّه يفرز المِبيض كل شهرٍ بعض البويضات (بالإنجليزية: Oocytes)، بحيث تتطور هذه البويضات في أكياسٍ مملوءةٍ بالسوائل تسمى بصيلات المبْيض، ويتم إختيار إحدى البصيلات لإكمال نموها بينما يتم التّخلص من البصيلات الأخرى.

كما يفرز الجريب البالغ بويضةً أثناء التبويض، والتي تحدث عادةً قبل أسبوعين من موعد الدورةِ الشهريةِ التالية، يتم استقبال الجنين، وبذلك تبدأ مرحلة تكوينه في الرحم.

وفيما يلي سنتحدّث عن “مراحل نمو الجنين داخل الرحم“، فإذا كنتِ مهتمّةً بالأمر سيّدتي، فابدئي بقراءة سطور هذا المقال بكلّ تمعّنٍ وتركيزٍ!

اقرأ أيضاً: 5 حقائق لا تعرفينها عن المهبل.

 

ما هي مراحل نمو الجنين داخل الرحم؟

يمرّ الجنين خلال فترة تكوينه في رحم الأم بعددٍ من المراحل، بحيث تشمل كلّ مرحلةٍ فترةً تصل إلى 12 أسبوعًا، ونلاحظ أنّه تحدث هنالك تغييراتٌ في جسم الجنين، ويبدأ الجنين بالنّمو شيئاً فشيئاً، وفيما يلي سنعرضُ لكِ سيّدتي أبرز المراحل التي يمرّ بها الجنين خلال فترة تواجده في الرّحم.

  • المرحلة الأولى “الحمل”

وتعدّ أوّل مرحلةٍ من مراحل تكوّن الجنين داخل الرّحم، بحيث بعد عمليّة التبويض في الرّحم، تقوم البويضة بالإنتقال من المبْيض إلى منطقة الثّلث الأخير من قناة فالوب.

تلتقي البويضة هناك بالحيوان المنوي الّذي يقوم هو الآخر باختراق رأس البويضة، ويحدث عنه اندماجٌ بين كلٍّ من البويضةِ والحيوان المنوي؛ لتتكوّن عن عمليّة الإختراق هذه “الزيجوت”، وتتم هذه العملية في الشّهر الأوّل من الحمل.

بعد حدوث عمليّة الإخصاب نلاحظُ أنّ الأهداب الصّغيرة المبطّنة لمنطقة قناة فالوب “البويضة” الّتي تمّ تلقيحها عبر قناة فالوب تقوم بالإندفاع تجاه الرّحم، وأثناء حركة الأهداب الصّغيرة هذه تقوم خلايا البويضة الملقّحة بالإنقسام بشكلٍ مكرّرٍ ومتتالي حتّى تدخل “البويضة الملقّحة” في داخل الرّحم في غضون 3 إلى 5 أيّامٍ، وفي داخل الرّحم تستمرّ عمليّة إنقسام الخلايا؛ لتصبح بذلك عبارة عن “كرةٍ مجوّفة” من الخلايا.

يُشار إلى هذه الخلايا بمسمّى “البلاستوسيت”، هذه الكرةُ المجوّفةُ من الخلايا تقوم بالإلتصاق بالجزء العلوي من بطانة الرّحم، من خلال أهداب أو زوائد تخرجُ منها.

وتحدثُ عمليّة الإلتصاق هذه خلال الـ 5 إلى الـ 8 أيام من حدوث عمليّةِ الإخصاب، وبحلول اليوم الـ 9 أو الـ 10 من الحمل تكتمل عمليّة الزّرع.

ومن هنا نرى أنّ البلاستوسيت تبدأ بالتّكوّن عن طريق خلايا داخليّةٍ وخارجيّةٍ، بحيث تتطوّر الخلايا الخارجيّة لتكوّن بذلك الأغشية الجنينيّة والمشيمة الّتي تبدأ بالالتصاق بالرّحم.

اقرأ أيضاً:  أسباب تأخّر الئتام الجرح بعد الولادة

 

أمّا بالنّسبة للخلايا الدّاخليّة نلاحظُ أنّها تتطوّر لتكوّن بذلك الجنين في الرّحم، وفي نهاية هذه المرحلة تبدأ خلايا البويضة المخصّبة بالتّمايز إلى جنينٍ وأغشيةٍ خارجيّةٍ وداخليّةٍ ومشيمة.

وكلّ ذلك يحدث في نهاية الأسبوع الثاني من فترة الحمل، ونلاحظ أنّ في نهاية الشّهر الأوّل تتطوّر هياكل الجنين الأساسيّة بشكلٍ كبيرٍ إلى مناطق منفصلة، لتقوم بتشكيل رأس الجنين والبطن والصّدر والأعضاء الدّاخليّة في البطن والزوّائد التي ستشكّل الأذرع والأرجل.

أمّا في الشّهر الثاني والشهر الثالث يتمّ تشكيل بنيان الجسم الخارجيّ وبعض الأعضاء الدّاخليّةِ للجنين في داخل الرّحم، وذلك بعد مرور 5 أسابيعَ من فترة الحمل.

ونضيف أنّ طول الجنين يبدأ بالزّيادة، ويحدث هنالك تمايزاً قريباً إلى الشّكل البشري، لتبدأ تكوّن الأنبوب العصبي الّذي سيصبح بدوره دماغاً وحبلاً نخاعيّاً.

تلي عمليّة تكوين الأعضاء هذه تكوين القلب والأوعية الدّمويّة الأساسيّة، كما ويقوم القلب بضخّ السّوائل من خلال الأوعية الدّمويّة، وتظهر بعد ذلك أوّل خلايا “الدّم الحمراء”.

تعدّ هذه المرحلة مهمّةً جدّاً! بحيث تحدثُ أغلبيّةُ العيوب الخلقيّة في هذه المرحلة عند تشكل الأعضاء الدّاخليّةِ والخارجيّة؛ لهذا يتوجّب على المرأة الحامل عدم التعرّض للفيروسات أو الإشعاعات أو حتّى الأدوية.

وبعد 12 أسبوع تقريباً تكتمل عمليّة تشكيل أعضاء الجنين ما عدا الحبل الشوكي والدّماغ، إذْ أنّهما في تشكيل وتطوّر مستمر طول فترة الحمل.

اقرأ أيضاً:   كيفيّة استرجاع الوزن بعد الولادة

 

  • المرحلة الثّانية 

في هذه المرحلة وخصوصاً في بدايتها يملأ الجنين رحم الأمِ كاملاً، وبحلول الأسبوع الـ 14 يكون بالإمكان التعرّف على “جنس الجنين”، وفي الأسبوع الـ 16 إلى الـ20 تشعر المرأة بحركة الجنين.

كما وأنّ المشيمة تبدأ بالتكوّن خلال هذه الفترة، وتستمرّ بالنّمو خلال فترة الحمل كاملة، ويكون وزنها عند فترة الولادة حواليْ “نصف” كيلو جرام.

ونلاحظ أنّ ساقيْ الجنين ينمو بشكلٍ أطولَ من ذراعيه، كما وتبدأ مفاصل الجنين بالعمل جيّداً، وتبدأْ الحويصلات الهوائيّة بالتكوّن خلال هذه الفترة، كما وتقوم الغدّة الدّرقيّة بإفراز “هرمونات التّمثيل الغذائيّ”.

وبنهاية الأسبوع الـ 16 تبدأ ملامح الجنين بالظّهور، وأيضاً يبدأ شعر الجنين بالظّهور في نهاية الأسبوع الـ 20 بجانب حاجبيه ورموشه، وتعمل أجهزةُ جسمه بشكلٍ أفضل.

إضافةً إلى أنّ عينيْ الطّفل تبدأ بالتّنشيط وتكتملُ عمليّة تكوّن الأعضاء التّناسليّة، وتبدأ حركة الجنين بالتّزايد، كما وينمو الجهاز العصبي فيه.

وفي الشّهر الـسادس تبدأ حاسّة اللّمس بالتطوّر عند الجنين حيث يكون باستطاعته لمس جدار الرّحم، وسماع الأصوات والإستجابةِ لها، بالإضافة إلى نمو زغبٍ صغير الحجم في جسمه.

اقرأ أيضاً:  قائمة محتويات حقيبة الولادة الطبيعية والقيصرية.

 

  • المرحلة الثالثة

هذه المرحلة تتمثّل في آخر الـ 3 شهور من فترة الحمل، بحيث تبدأ عينيْ الجنين بالتفتّح، وتكتملُ تكوينُ شبكة أعصاب الأذنين، وفي الأسبوع الـ 8 والـ 20 يصل وزن الجنين إلى أكثر من واحد كيلو جرام، وطوله إلى “36.5” سم، كما ويغطّي الجلد جسمه، ويبدأ هنا الرّحم بالتّحضّر لمرحلة الولادة، بحيث ينقلب الجنين رأسًا على عقب، فيكون رأسه بالأسفل وجسمه بالأعلى.

وفي الأسبوع 32 يكون بإمكان الجنين الحركة كلّ أربع ساعاتٍ في اليوم لعشر مرّات، وتبدأ طبقةٌ دهنيّةٌ على جلد الجنين بالتكوّن؛ لتنظّم بذلك درجة حرارة جسم الجنين، ومساعدته للخروج من الرحم وهو ما يُسمى بِـ “الولادة”.

تبدأ جميع الأعضاء بالإكتمال ما عدا الرّئة التي تكتمل بعد مرحلة الولادة، وفي الأسبوع الـ 36 يكون الجنينُ جاهزاً للخروج من الرّحم، والتوجّه لمنطقة الحوض في الرّحم بحيث يجد صعوبةً في الحركة؛ مما يجعل الأم تشعر بآلام الولادة، وتبدأ حينها مرحلة الطّلق وخروج الجنين من الرّحم.

 

كانت هذه أبرز المعلوماتِ حول مراحل تكوين الجنين في رحم الأم، بحيث لابدّ على كلّ سيدةٍ مقبلةٍ على الحمل من معرفة هذه المعلومات المفيدة.

 

سيّدتي؛ إنّ مرور طفلكِ بمراحل النّمو يتطلّب منكِ شيئاً من الرّعايةِ والإهتمام، بحيث عليكِ الإنتباه بجانب التّغذية السّليمة والنّوم الكافي، وتجنّب تتبّع العادات السيئّة؛ حفاظاً على سلامة الجنين في الرّحم”.