كل البدايات مغرية مفرحة يحلّق فيها صاحبها إلى السماء السابعة ناسياً أنّه آدمي ونهايته الأرض القاحلة! تماماً مثل الحياة الزوجية التي هي عبارة عن كومة من المشاعر المختلطة ومسؤوليات حياة شخصين هما أساس بناء أسرة كاملة.

اللحظات الأولى المراحل الأولى المشاعر الأولى كلها بدايات إنّما العبر في النهايات! الأجواء الجميلة الحب والتعامل بالاهتمام قد يتلاشى مع التعامل والحياة! ولا يبقى إلا طينة الشخص وما تربّى عليه، ومن هنا تتساءل المرأة عن سبب تغيّره!

لن تنتهي القصة هنا! المرأة قد تبدأ مع الرجل التي اختارها شريكة حياته بعفوية وقد تتعامل معه بطيب نية لا تعلم أنّ الرجل منطقي قبل أي شيء! فهو يختار المرأة القوية التي لا تعير مشاعره اهتماماً زوجةً له، ولا يبالي بالعشيقة كيفما تصرفت.

الأسطر القادمة عبارة عن درر وعبر، وتبني بيوتاً لطالما علا عليها غبار المغادرة، لا يكفي أن تكون المرأة جميلة ولا يكفي أن تغمر الرجل بكلمات الحب والرومانسية، فالرجل أناني ومنطقي عندما تصل الدائرة لحدود محارمه، ولا يبالي بأي شيء آخر أبداً.

سوف نتعرّف في هذا المقال على أكثر ما يزعج الرجل في زوجته، وما هي الأسباب التي تجعل الكراهية تتسلّل إلى قلبه، وما هي علامات كرهه، وكيف يجب على المرأة التصرف عنده! كل هذا وأكثر تابعي القراءة واستفيدي.

اقرأ أيضاً:  كره المرأة لزوجها أهم أسباب وآثار والعلاج

أهم أسباب كراهية الزوج لزوجته ونفوره منها

كل امرأة أدرى بزوجها، تعرف تصرفاته وحركاته وتغيّراته المفاجئة، بالإضافة إلى معرفتها ما يكرهه زوجها وما يحبه، والمرأة تكون على علم ودراية بشكل أكبر بأسباب تسلل الكراهية إلى قلب زوجها، وهي أدرى بتصرفاتها ومعاملاتها، ومع ذلك سوف نقوم بذكر أبرز هذه الأسباب المؤدّية إلى نفور الزوج من زوجته:

  • تحمل الرجل المسؤولية أكبر من حقه ودوره: عندما يتحمّل الرجل مسؤولية المنزل وأعباء المنزل ومسؤولية النفقة، والأبناء، والقوامة المالية بشكل أكبر، وذلك بسبب عدم قدرة المرأة أو كسلها أو إهمالها هنا يبدأ الرجل يكره زوجته ويرى أنّها غير مهمة وليس لها دور أساسي ويشعر بأنّها عبء ولا داعي لوجودها.

ومن هنا تأتي أهمية تقسيم الأدوار بين الزوجين، وتحديد مسؤوليات كلٍ منهما، حتى لا تقع معظم المسؤوليات على عاتق أحد الشريكين دون الآخر فيبدأ هو يتذمّر ويكره الطرف المقابل وينفرّ منه ويختلق الأعذار ليتخلّص منه.

  • عدم الاهتمام بالرجل ومعاملته كطفلٍ صغير: هذه المعاملة يحبها الرجل عند بداية العلاقة في أوقات الدلع والرومانسية، ولا يحب هذا التعامل الطفولي باستمرار مراراً وتكراراً، حيث أنّه يبدأ يشعر بالاستياء من هذا التصرّف ويكره زوجته لعدم احترامها له، أو لعدم تلقّيه مشاعر الرجولة والقوامة منها.
  • كثرة إسراف المرأة في المال وعدم أخذها مسؤولية المنزل وعدم مبالاتها بميزانية المنزل: عندما يترك الرجل ماله عند زوجته طلباً منها أن تدّخره لهما، بشراء منزل أو سيارة أو أنّ المال ادخار ليوم عصيب! هنا على المرأة المحافظة على ما اؤتمنت عليه، لكنّها عندما لا تبالي وتنفق ذلك المال، سينظر الرجل إليها نظرة الغير كِفء، ويبدأ يكرهها و يشعر بالنفور منها، فالخداع المالي من أكبر أسباب كره الزوج لزوجته ونفوره منها.
  • التطاول باللسان وكثرة الشجار والمشاحنة: اختلاف الثقافات والطباع بين الزوجين يولّد الشحار بينهم وهذا أمرٌ طبيعي، لكن من الافضل ألّا يصل الأمر إلى درجة التطاول اللفظي أو البدني ومد اليد، على كلا الزوجين المحافظة على العلاقة قدر المستطاع، لأنّها إن وصلت إلى تلك المرحلة فمن المستحيل أن تعود العلاقة كما كانت.
  • الإكثار من النقد وكثرة المحاولة على تغيير طباع الزوج: الإنسان يجب أن يحاول أن يغيّر من نفسه طبقاً للطرف الآخر، فإنّ الإلحاح على الطرف الآخر على التغيير والنقد المستمر له يجعله يكره الناقد ويكره التعامل معه أو السماع له وسيزيد من سوء تصرفه.
  • حرمان الرجل من فرصة أن يكون أباً جيداً: عندما تحرم الزوجة زوجها من تربية ابنه وتحرمه من التعامل معه بتصرّف معين أو يتعامل معه بما يحبه فإنّه قد لا يسمع لها لكن يبدأ يكرهها ويذمّ فيها وينفرّ منها.

اقرأ أيضاً:  أهم اضرار عدم ممارسة العلاقة الزوجية للرجل لفترة طويلة

علامات كره الرجل لزوجته

مثلما أنّه تتعدد الأسباب المؤدّية لكره الرجل لزوجته هناك أيضاً العديد من العلامات التي تدلّ على كرهه لها ومن هذه العلامات ما يلي:

  1. الشجار المستمر مع الزوجة بسبب وبلا سبب، حتى وإن تتحدّث معه بلطف إلا أنّ يبقى غاضباً معها ولا يحدّثها بطيب أبداً.
  2. كراهية الزوجة وعدم إظهار أي حب لها وعدم احترامها، وعدم المبالاة لها.
  3. قضاء معظم الوقت بعيداً عن الزوجة سواءً في العمل أو خارج المنزل.
  4. عدم بذل أي جهد للمحافظة على العلاقة الزوجية والمحبة بينهما حية، ولا يبذل أي جهد لأجل أن تبقى معه.
  5. عدم إبداء الاحترام لها، والإساءة لها قولاً ولفظاً وفي بعض الحالات يصل الأمر إلى تعنيفها جسدياً.
  6. إهانتها والتقليل من شأنها أمام الآخرين، وقول الكلمات الجارحة لها دون مبالاة أو شفقة.
  7. عدم الاكتراث لرأيها ولكلامها وعدم مناقشتها في أي أمر أبداً.

اقرأ أيضاً:  كوني ذكية في التواصل مع زوجك

طرق استعادة ثقة الزوج و محبته واهتمامه

إليكِ عزيزتي الزوجة ما يجب عليكِ لكي تستعيدي محبة زوجك واهتمامه:

  • عليكِ قبل كل شي أن تشعري زوجك بحاجة إليه، لأنّ الرجل يحب أن يرى أنّ زوجته تهتمّ فيه وتحتاج إليه،لأنّ بذلك تعزّزين ثقته في نفسه وتزيدين من قربك إليه.
  • خصّصي وقتاً للزوج واقضي معه وقتاً ممتعاً، ولا تحسّسيه بأنّه منبوذ مكروه وأنّكِ لا تحبينه ولا تطيقينه، بل بالعكس اكسري الروتين اليومي واجعليه يحب الجلوس معكِ.
  • عليك بتقدير كلّ ما يقدّمه زوجك لكِ، ولا تقولي فلانة يقدّم زوجها لها أكثر لمِ أتيت بهذا ولمَ لم تأتي بذاك، لا تتذمّري كثيراً ولا تحسّسيه بأنّه غير كفء.
  • تجنّبي اللوم والعتاب والنقد الكثير، وأعطه مساحة وكوني متفهّمة لكن بحد المعقول؛ لأنّ الرجال يستغلون المرأة المتفهّمة بشكلٍ خاطئ.
  • التسامح والعفو والتركيز على الحياة السعيدة من أكبر وأقوى مقوّمات الحياة الزوجية السعيدة بين الزوجين.
  • اهتمّي بمظهرك وملابسك، وانتقي الملابس التي يحبّها زوجك، البسي اللون الذي يفضّله و يحبه أن يراك فيه، فعلكِ هذا سوف يشعره باهتمامك به ومدى حبك له ولذوقه.
  • عليكِ بدعم زوجك وتشجيعه على تحقيق أحلامه وأمانيه، وطموحات حياته.
  • لا تكثري نقده وتغيير ما هو عليه بل تقبّليه كما هو، وإن أزعجك أمر قولي  له أنّ ذلك يزعجك منه.
  • عبّري دائماً عن حبك له، و أشعريه بحبك له بالقول والفعل، وتجنّبي إيذاءه بالقول والفعل مهما حدث بينكما.
  • شاوريه و ناقشيه وابدى اهتماماً لرأيه، واسشيريه في كل موضوع يخصّك.
  • امدحيه وارفعي من قدره أمام الآخرين، ودعيه يشعر أنّه مثالي بالنسبة لكِ.

 

لكل زوج وزوجة الحياة تكون مؤنسة جميلة عندما يكون هناك مؤنس ومحب ومن نشاركه آلامنا وأحزاننا، لا تدع أموراً تافهة تحرمكما من حب حياتكما، ومن سعادتكما مع بعضكما البعض.