تجربةُ الأمومةِ والأبوّة ليست تجربةً سهلةً على الإطلاق! فلا يوجد من مرّ بهذه التجربة إلاّ وتغيّرت فيه الكثيرُ من الصفات، أو اكتسب أو فقدَ الكثير من شخصيّته.

قد ترى البعض خلال مروره بهذه التجربة أصبح أكثرَ رقةً وحنيّة، والبعض الآخر فَقَدَ جزءًا من شخصيّته، البعض أصبح عنيفاً عصبياً، والبعض الآخر مهملاً لا يهمّه شيء!

هذه التغيّرات سواءً أكانت إيجابيةً أو سلبية فهي لها تأثيرها الإيجابي والسلبي في حياتنا اليوميّة، وفي طريقةِ تفكيرنا، وأيضاً فيما نطمحُ إليه، وحتى أنّ هذه التغيّرات لها تأثيرها على نظرتنا للمستقبل.

هذا السّؤال الذي ينصّ على ” تربية الأطفال جعلتني انطوائية ما الحل؟ ” قد كثُر طالبي إجابته! وربما بعد بحوثٍ ودراساتٍ وتحرّيات توقفنا على إيجادِ حلٍ له.

في هذا المقال الذي تمّ نشره بعد دراساتٍ وعناءٍ طال الصبرُ لأجل إيجاد الحل المناسب، تمكّنا من إيجاد ما يسرّ خاطرك، ويشفي غليلَ صدرك، فتابع القراءة واستفد وأفد.

اقرأ أيضا:  كيفية التخلص من الصداع في أثناء الصيام

أكثر التغيّراتِ شيوعاً بين الآباءِ والأمهات في تجربةِ الأبوة والأمومة

  • التفكيرُ والتّخطيط للمستقبل: الوالدان يفكّران كثيراً في المستقبل، ويسعيان إلى تأمينِ حياةٍ مثاليةٍ للأبناء، سوف يأخذهما التفكير في كيفية زيادة الدّخل، وكيفية تأسيس حياةٍ أفضل أو الإنتقال لمكانٍ أرقى، ستزداد حس المسؤولية والخطط المستقبلية أكثر وأكثر كلما مرّ الأبوان بتجارب الحياةِ والأبوّة والأمومة.

 

  • التخلّي عن الترفيه وتضييع الوقت وترك حياة اللّامبالاة: ستتغيّر بعض الأهداف وتتراجع عن بعضِ الطموحات، وتبني خططاً جديدة، وأهدافاً أخرى متوافقةً مع احتياجات أبنائك بعيداً عن راحتك وترفيه أوقاتك.

 

  • الشعور بحِملِ الجماعة وأنك لست وحدك: قبل تجربة الأبوّةِ والأمومة كل فتاةٍ أو كلّ فتى يفكّر فيما يريده وما لا يريده، فيما يناسب مزاجه وما لا يناسب مزاجه! أمّا بعد أن يصبح كليهما مسؤولين عن أبنائهما، بالأخصّ في فترةِ صغر الأبناء وبداياتِ عمر الزواج، فإن مساحة راحتك وتفكيرك بنفسك وبما تريده سوف تتقلّصُ لا إرادياً، مثلما يُشاركك صغيرك أوقاتك سيُشاركك أيضاً تفكيرك وخطط حياتك لا إرادياً، ستلاحظ أنّك قد بدأت تفكّر فيه وفي تحمّل مسؤوليّاتِ الحياةِ عنه، وتودّ تأمين حياةٍ مريحةٍ له.

 

  • الإلتزام وتحمّل مسؤوليات الحياة من أجلِ الأبناء: كل أمٍ أو أب يكون مدلّلاً في بيته قبل الزواج، لكن بعد الإنجاب تبدأ آثار تحمل المسؤوليةِ بالظهور في ملامح كلٍ من الأبوين، حيث يبدأ الأبوان يتحمّلانِ كل صغيرةٍ وكبيرةٍ من أجل طفلهما.

 

  • سرعةُ الإنفعال والعصبيةِ والتّوتر: إن كنتَ أو كنتِ ذو طابعٍ عصبي سريع الإنفعال! من الممكن أن يتزايد بعض الشيء بعد الزواج، ولو كنتِ هادئةً مسالمة فإنّه من الممكن أن يتغيّر طبعكِ وتصبحي عصبية، ولا عجبَ ولا غُربةَ في ذلك، فزيادة المسؤوليات وزيادة الأعباءِ وقلّةُ أوقاتِ النّوم والراحة يجعلُ من الوالدين قليلي الصّبر سريعي الإنفعالِ والعصبية.

 

  • تناسي أو نسيانِ الحياةِ الإجتماعية: الكثيرُ من الأمّهات يضطرنَ إلى نسيان حياتها الإجتماعية، أو تذهب وتغادر سريعاً من أجلِ طفلها أو تمتنع تماماً عن الذّهاب خوفاً على صغيرها من صخبِ الأفراح أو لأنّه ممنوعٌ إصطحاب الأطفال، ليس هذا فقط! إن كنتِ من محباتِ السفر والرّحلات قد تمتنعين عن تلك الرّحلات من أجلِ صغاركِ، وقد تجدين نفسكِ أنّ قضاء الأوقات في الأماكن التي يستمتعُ فيها أطفالكِ أكثر رضاً وسكوناً لكِ.

 

  • التخلّي عن ممارسةِ الهواياتِ ونسيانها: تبدأ ساعاتُ وأوقاتُ الهوايات تقل وتقل حتى تنعدم! فلا وقتَ للرّسمِ ولا لهواية الأعمالِ الفنيّة، ولا وقت للتخاطر أو الكتابة ولا حتى للقراءة، سيصبح جدول مواعيد الأم مليء بتنظيم مواعيد نومِ الطّفل وأوقات طعامه ودراسته، وقد تُمارس الأمّ هواياتها ولكن ليس مثل سابقِ عهدها، الحياةُ الزوجيةُ ليست مزحة؛ فبجانب هذه المسؤوليات سبحان من جعل في عناءِ بني آدم سعادته.

اقرأ أيضاً:  كيف أجعل طفلي ذكي؟

تربية الأطفال جعلتني إنطوائية ما الحل؟

الحل الأنسب لهذه المشكلة تتلخّص فيما يلي: 

  1. نظّمي أوقات نومكِ، وخذي قسطاً من الراحة: حاولي قدر المستطاع تنظيم أوقات نومكِ ويومك بشكلٍ يتوافقُ مع أوقات نوم صغيرك، فإنّ الإعياءَ الشديد والتعب المتواصل سوف يزيدُ من حالة الإنطواء لديكِ، ولهذا يجب عليكِ تنظيم أوقات نومك وراحتك.
  2. لا تبالغي في الخوف على صغيركِ: عليكِ بالتحكّم على مشاعرك، ولا تبالغي في الخوف على طفلكِ، لا تهمليه ولا نطلبُ منكِ أن تكوني باردةً غير مباليةٍ بصغيركِ لكن كوني وسط، الوسطيةُ محمودةٌ في كلّ شيء، وإن غشيكِ النّوم في ليلةٍ من اللّيالي يمكنكِ أن تطلبي من زوجكِ أن يُمسكَ بالطفلِ وينتبه له، واخلدي إلى النّوم؛ حتى ترتاحي وتهدّي من أعصابكِ.
  3. التواصل مع الأصدقاء: روتين حياتكِ المملّ من شأنه أن يزيدَ من حالةِ انطواء الشخصيّةِ لديكِ، تواصلي مع أصدقائكِ وشاوريهم فالوِحدةُ قاتلةٌ ولا تزيدكِ إلا بؤساً.

 

لا يُشغلكِ مشاغلُ الحياة وأعبائها عن الإهتمام بزوجكِ، حاولي الإهتمام بزوجكِ قدر استطاعتك، وإن كنتِ قد فصلتِ طفلك عن حليبكِ اتركيه عند والدتكِ أو والدة زوجكِ، واخرجي مع زوجكِ وحدكما بين كل فترةٍ وفترة، خصّصي بعض الوقت لكما وحدكما، واقضيا بعض الوقتِ معاً بعيداً عن أعباءِ الحياةِ ومسؤوليّاتها.