شعور الأطفال بالحماسِ لحلول شهر رمضان أمرٌ مبهج! خاصةً تلك المجموعةِ من الأطفال الذين سوف يقومون بصيامِ الشّهر لأولِ مرة!
ولأنّ الطفل تغمرهُ السّعادةُ والسرور لقدومِ شهر الصّيام فإنّه تتولّد لديهِ رغبةٌ قويةٌ في الصّيام، غير مدركٍ المفهوم الحقيقي للصّيام.
وهنا يأتي دورُ العائلة بالأخص الأمّ والأب في شرح معنى الصّيامِ لأطفالهم، وتعويدهم على الصّيامِ ليكبروا على التربيةِ الإسلاميةِ المحمودة فيكونوا ذُخراً وقرّة عينٍ لهم.
في هذا المقال الشيّق سوف تتعرّفين على أهم السلوكيات التي يجب اتّباعها تجاه الطّفل لتغرزي فيه حب الصيّام، وكيف أنّ البلدان المسلمة والمسلمين حول العالم يقومون بتعزيز معنوياتِ أطفالهم وتشجيعهم على صيامِ هذا الشهر الفضيل.
وسوف نلحقُ في هذا المقال أيضاً فقرةً بعنوان طفلي صايم رمضان لأول مرة، قومي بمتابعة قراءة المعلوماتِ الثريّة لهذا المقال، الذي سوف ينتهي بأفكارٍ ومعلوماتٍ تبهجكِ.
اقرأ أيضا: كيفية التخلص من الصداع في أثناء الصيام
أهمُ النّصائح والإرشادات عند صيام طفلكِ لأولِ مرّة
أحقاً هذه أول مرةٌ يصومُ فيها طفلكِ في شهر رمضان؟ هل تشعرين بالقلقِ عليه؟ هل أنتِ في حيرةٍ من أمركِ حول كيفية التعامل معه؟
حسناً خوفكِ عليه أمرٌ طبيعي، فالصّيام مشقةٌ وجهدٌ على الكبار فما بالك بالأطفال الذين لا يُدركون شيئاً! فالقلق حيالهم يكون من بابٍ أولى.
ولكي تتمكّني من التّعامل مع طفلكِ خلال صيامهِ الأول، جمعنا لكِ من النّصائحِ والإرشاداتِ ما يعينك على ذلك، وهي كالتّالي:
- اتّفقي مع طفلكِ أن يصوم إلى فترةٍ معينة فإذا شعر الطفل بالملل حاولي إلهاءه إلى أن يحين موعدُ إفطاره وتناوله لطعامه.
- حماسُ الطّفل مؤقت! ومن البديهي أن تجدي طفلكِ يتذمّر من صومه خاصةً إن رأى من هم أكبرُ منه أو أصغر يتناولون الطّعام بلا مبالاة، وهنا يأتي دوركِ في تحبيب الصّياِم في نفسه.
- إنْ تناولَ طفلكِ الطعام بلا وعي أو أراد منكِ أن تطعميه لا تعنّفيه؛ لأنّ ذلك سيُكره في نفسه الصّيام؛ بل قومي بالتكلّمِ معه وتشجيعه بأن يصومَ ويواصلَ صيامه.
- حاولي قدر المستطاع أن تغذّيه وتطعيمه جيّداً خلال وجبةِ السّحور، حيثُ أنّ على طفلكِ أن يتناول وجبةَ فطورٍ متكاملة لكي يتمكّن من الصّيام دون أن تقلقي عليه.
- لا تمنعيه من اللّعب، واتركيه يلعب في غرفةٍ مكيفةٍ لفتراتٍ قصيرة.
- نظّمي ساعات نوم طفلكِ، وحاولي خلال فترة صيامه أن تشجّعيه لينام ويستيقظ عند الإفطار.
اقرأ أيضاً: كيف أجعل طفلي ذكي؟
طفلي صايم رمضان لأول مرة مالّذي عليّ فعله؟
- تزيين المنزل بزينةِ رمضان: التحضير لرمضان بتزيين المنزلِ بالفوانيس والأهلّة يُدخلُ الفرحةَ والبهجة في نفس الطّفل، ويُحمّسه على استقبال الشهر بالصّيامِ والصّلاة.
- تعويدُ الطّفل على الصّيام بشكلٍ تدريجي: إن كان طفلكِ في السابعة من عمره فما فوق يمكنكِ السّماح له بصيام 3 إلى 4 ساعاتٍ في اليوم، ومن الأفضل أن تسمحي له بصيام الساعاتِ الأخيرة التي تكون قبل الإفطار؛ حتى يشعر الطّفل ببهجةِ الإفطار، ويجلس مع الأهل ليفطروا صيام يومهم.
- يجب أن يستيقظ الطّفل لتناول وجبةِ السّحور: تناول وجبة السّحور يساعد الطّفل على التقوية لإكمال ساعاتِ صومه في النّهار لكن إن كان الطفل يعاني من مشكلةٍ صحيّة، ويضّره الصّوم، هنا على الأهلِ أن لا يقتلوا حماسه بعدم السّماح له بالصّيام؛ لكن بإمكانه الصّوم لمدة ساعةٍ أو ساعتين خلال اليوم والأفضل قبل الإفطار بساعةٍ أو بنصف ساعة.
- شجّعي طفلكِ بأن يدعو أصحابه للإفطار: من عاداتِ الكرام ومن التربيةِ الصالحة تشجيع الطّفل بأن يدعو أصدقاءه لمائدة الطّعامِ وعلى الإفطار، فإنّ ذلك ينمّي فيه الكرمَ والعطاء ويُحبب الشهر الفضيلَ في نفسه.
- مساندةُ ومساعدة الطّفل والبالغ وتشجيعهما في المساهمة في الإفطارات الخيرية: بإمكانكِ تشجيع طفلكِ بالتّبرع معه لإفطار صائم من خلال التبرع لتحضير إفطارٍ في جمعيةٍ خيرية، لأنّ بهذا سوف ينغرس في نفس الطفل حبُ العطاء والعملِ الخيري من الصّغر ويعتادَ على الكرم وحُب الغير، بالإضافةِ إلى ذلك تعزّز في نفسه حُرمة ومكانة رمضان في نفس الطفل، ويتربّى على التعاليمِ الإسلاميةِ بصفةٍ ملموسة.
- غرس معنى الصيام في نفسِ الطّفل: إن علمتي طفلكِ المعنى الحقيقي للصيام، وأنّه العبادة الوحيدة التي يُحثى فيها صاحبه بالأجر حثوًا وأنّ أجر الصّائم على الله، وأنّ كل عملٍ لابن آدم له إلا الصّوم فهو لله والله يجزي عليه! وإذا أدرك الطّفلُ منذ طفولته أهميّة هذا الركن الإسلامي فإنّه سيُحافظ على أدائه مهما كلّفه الأمر؛ سواءً إن كنتِ مُراقبةً له أم لا، لأنّه أدرك المعنى الحقيقي والأجر العظيم المترتّب علي الصيام.
- دعاءُ الإفطار: من الجميل أن تُتلى دعوةُ الإفطار عند الإفطار ويُعتبر من التربية الصالحة أن يُطلبَ من الطفل في بعض المراتِ بأن يقول دعاء الإفطار، فإنّ ذلكَ من التّربيةِ الصالحةِ الإسلامية التي يتربّي عليه الطفل، ويؤجر أبويه عليه ويكون ذُخراً لهما.
القولُ وحده لن يفي بالغرض! فكيف يغرسُ الأبوانُ حبَ الصّيام والصّلاةِ في نفس الطّفل إن لم يكونا نموذجاً مثالياً لقولهما، فقول دعني أنا صائم أو تفسير سوءُ التّعامل والعصبية وربطه بالصّيام سوف يُكرِه الصوم في عيني الطّفل، ويبدأ في التّساؤل إن كنتَ مؤذياً هكذا فلا تصم! سيردد هذا في نفسه، ولن تتمكّن من غرس المعنى الحقيقي للصيام في نفسِ طفلك؛ لأنّ ماتقولهُ لا يُطابقُ ماتفعله.
التعليقات