إنّ معنى الذّكاء لا يشيرُ في الغالب إلى أشياء تقع تحت الحواس! بل يشير إلى أشياءٍ يُستدلّ عليه، ويتمّ استنتاجهُ من خلال سلوكيّاتٍ ملحوظة.

ومن الجديرِ بالذّكر! أنّ بعض العلماء قامو بتعريفِ الذكاء أنّه عبارة عن “مفهومٍ معنوي أمام المفاهيمِ المحسوسة، بالتّالي ربطُها مع الأصول”!

فمثلاً السكينُ من الحديد والكرسي من الخشب وهكذا، ولكن كان للبعضِ رأيٌ آخر! حيث فسّرو مفهومَ الذّكاء على أنّه عبارةٌ عن “مفهوم متداخل لا يخضعُ للملاحظات إلاّ عن طريقِ النتائج التي يتم الوصولُ إليها”!

على العموم! لكل شخصٍ مفهومه الخاصُ تجاه الذكاء! ولكنّهم يشتركون في استنتاجٍ واحدٍ ألا وهو تدريبُ العقلِ وتنميةُ الذكاء؛ بالتالي الزيادةُ في القدراتِ الذهنيّةِ للطفل، ولا يتمّ ذلك إلاّ من خلال المدرسةِ، والتجاربِ التي يمر بها الطفل.

ونلاحظُ أنّ الآباء والأمّهات يفكّرون في ذكاءِ أطفالهم حتّى قبل الزواجِ والإنجاب، فهو مُراد العصر! فإذا كنتِ من بين هؤلاء الأمهات وتسعين في تطويرِ وتنميةِ ذكاء طفلك؛ فعليكِ عندئذٍ قراءة هذا المقالِ المفيد الّذي هو بعنوان “كيف أجعل طفلي ذكي؟” بحيث وفّرنا لكِ في هذا المقال أبرزَ المعلوماتِ المفيدةِ حول كيفيّة تنميةِ ذكاءِ الطفلِ وفق خطواتٍ مدروسة!

اقرأ أيضاً:أفضل طريقة للتّعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال.

 

ما المقصود بـ “الذّكاء؟

مصطلحٌ يشملُ القدرات العقليةِ المتعلقةِ بالقدرة على التحليل، والتخطيط، وحلّ المشكلاتِ، واستخلاص النتائج، والعملِ بسرعة.

كما ويشمل أيضًا القدرة على التفكيرِ المجرد، وجمع الأفكارِ وتنسيقها، وتعلم اللّغة، وتعلمِ السرعةِ، أيضًا القدرةُ على الشعورِ والتعبيرِ عن المشاعرِ وفهمها.

 

ما هي العلاقةُ بين الذّكاءِ والسّلوك؟

وفق الإستنتاجاتِ المأخوذةِ من الدراساتِ الحديثة نلاحظُ أنّه؛ من الممكنِ التلاعب بالظروفِ البيئيّةِ، وجعل الفرد غبيّاً أو عبقريّاً؛ وذلك عن طريقِ التلاعبِ بالمثيرات.

فمثلاً التغيّرات الحاصلة عند الأطفال ذوي السنواتِ الأولى والثانيةِ والثالثة من أعمارهم تؤثّر بشكلٍ كبيرٍ في سلوكيّاتِ الطّفل، بحيث تقوم بتحديد قدراتِ الطفلِ الأساسية.

ومن الجدير بالذّكر! أنّ الكثيرُ من علماء النّفس يرونَ أنّ الطفل خلال مرحلة الطفولةِ إذا تعلّق بمهارةٍ ما؛ فإنّه ذلك سيساعده في تنميةِ قدراته الذهنيّة.

ومن سياق ما ذُكر نستنتجُ أنّ! السلوكيّات الصادرة من الطفل تشير إلى مدى ذكاءِ وغباءِ الطفل، فكلّما كانت سلوكيّاته مائلةً إلى الجوانبِ الإيجابيّة كلّما زادت قدراته العقليّة، والعكس صحيح!

اقرأ أيضاً:  حيل تحفيزيّة مذهلة لتحفيز الطفل على نوم القيلولة

 

كيف أجعل طفلي ذكي؟

هذا السؤال شائعٌ عند جميع الآباءِ والأمّهات، خاصّةً في هذا الوقتِ التنافسيّ، حيث نرى الكثير من الآباءِ والأمهاتِ قلقين حول كيفيّة تنمية القدراتِ الذهنيّة لأطفالهم؟!

وما هي الإستراتيجيّاتُ السليمةُ لنمو ذكاء الطفل؟! وهل هنالك مرحلةٌ محدّدةٌ لتنمية مهارات الطفلِ العقلية أم أنّ الفرصة متاحةٌ في جميع مراحل عمر الطفل؟! لمعرفة ذلك اقرئي سيّدتي هذه الفقرة بكلّ تركيز!

الجواب: إنّ عقل الطفل خلال مرحلة طفولته يكون أكثر استقبالاً للتدريباتِ والأفكار التي تُعرضُ عليه، حيثُ كلّما كان هنالك تحفيزٌ أكبر للطفل كلّما كانت فرصةُ استجابته أكبر.

وعن الحديث عن الإستراتيجيّاتِ السليمةِ لتنمية ذكاء الطفل فهي كالتّالي:

  • التحدّث مع الطفل بشكلٍ مستمر

أغلبيّةُ الأطفال من عمر الـ 18 شهرًا إلى الـ 2 سنة يتعلّمون من الأشياءِ التي يسمعونها، فبحسب قواعدِ العقل عن الأطفال نلاحظُ أنّه كلّما زاد حديثُ الأمّ مع طفلها كلّما كانت فرصةُ تعلّم الطفلِ للكلمات المسموعةِ أكبر.

لهذا يوصي خبراءُ علم النفس بضرورةِ سرد القصصِ والتحدّثِ مع الطفل، كونها طريقةٌ فعّالةٌ ومجدية ليتمكّن الطفل من تعلّم كلماتٍ جديدة، ويطوّر مهاراته العقلية.

  • التواصل مع الطفلِ واللّعبِ معه

إنّ من أفضل الطرقِ لتنمية ذكاءِ الطفل هي؛ إحساسه بالحبِ والحنان، وهذا لا يتمّ إلاّ من خلالِ التواصل مع الطفل واللّعب معه.

بحيثُ كشفت الدراساتُ الحديثة أنّ الطفل الّذي يفتقرُ للحبِ والمداعبة في فترة الطفولة قد يتباطأُ نمو دماغه، ويتواجد عندهُ مشاكلٌ عاطفيّة قد تؤثّرُ عليه مستقبلاً.

لهذا من الأفضلِ التواصل مع الطّفل وإظهار الحبِ والحنان له، وتجنّب توبيخه باستمرار؛ لتنميةِ مهاراته وقدراته العقلية.

  • مساعدةُ الطفل في التعبير عن أحاسيسه وذاته

من بين أفضلِ الطرقِ لتنميةِ الذكاءِ العاطفي عند الأطفال هي مساعدته في التعبيرِ عن ذاته وأحاسيسه، بحيثُ تساعد هذه الإستراتيجيّةُ الذكيّة في مساعدة الطفلِ في فهمِ المفاهيم والتعبيراتِ المتفاوتة، وجعلهِ مهيأً للتعبير عن سعادتهِ ومشاركته مع الأهلِ والأصدقاء.

 

هذا بالإضافةِ إلى إستراتيجيّاتٍ أخرى مثل:

  1. تشجيعُ الطفلِ على ممارسةِ الهواية التي يفضّلها.
  2. قراءةُ الكتب له.
  3. إظهارُ التقدير والشكر له عند إنجازه واجبًا ما.

 

 

“على كلّ أمٍ حريصةٍ على صحّةِ وسلامة طفلها اتّباع استراتيجيّاتٍ ذكيّةٍ لتربية طفلها، وتنميةِ مهاراته وقدراتهِ العقليّة بدلاً من توبيخه وعقابه على أفعالهِ باستمرار؛ كون ذلك يسبّبُ المخاطر النفسيةَ والذهنية”.