كيف أجعل طفلي يستمع لي؟ سؤالٌ شائعٌ لدى الكثيرِ من الأمهات، إذ أنّ الكثير من الأطفال يتنفّرون من الإستماع لكلام أمّهاتهم خاصةً في الأماكن العامة، الأمر الّذي يُدخِل القلق والإزعاج في نفوسِ الأمهات. 

ولأنّ العقابِ المستمرّ ليس الحل الأمثل لجعل الطفلِ يتمثّل للأوامر، فكّرنا في تقديم معلوماتٍ حول أفضل الإستراتيجياتِ السليمة لجعل الطفل مستمعاً متمثّلاً للأوامر، وذلك في مقالنا هذا الذي هو بعنوان “كيف أجعل طفلي يستمع لي؟”

اقرأ أيضاً؛ إستراتيجية ذكية للتعامل مع الطفل العنيد.

كيف أجعل طفلي يطيعني؟

فيما يلي سنعرض لك أبرز الحلول لجعل المناسبة الطفل يستمع إليك بكامل إرادته:

  • احترام الطفل

الطفل كائنٌ ذكي! يفهمُ الأحداث التي تجري من حوله، والكلام الذي يُقال له، لهذا يتوجّبُ على الوالدين عدم تحقير طفلهم والتقليلَ من شأنه، خاصّةً إذا كان يعاني من نقصٍ ما؛ لأنّ ذلك سيدفعه إلى النفور منهم وكراهيتهم، وبدلاً من ذلك! على الوالدين احترام طفلهم والإستماع لآرائه وأفكاره، وتخصيص وقتٍ للإستماع إلى شكاويه.

  • كن المثل والقدوة الحسنة للطفل

يراقبُ الطفل تصرفات من حوله عن كثب خاصةً تصرفات والديه، فالطفلُ في مرحلة الطفولةِ المبكرة يشبه الإسفنج الذي يمتص كل ما يشاهده؛ لهذا يتوجّبُ على الوالدين أن يكونوا المثلَ والقدوةَ الحسنة لأطفالهم، وإظهار السلوكيات الإيجابية التي تنمّي ذواتهم وأفكارهم، لأنّ هذه الطريقة ستساهم في جعل الطفل يستمع إليك.

  • الإعتماد على التواصل الجسدي عند الحديث

الصراخ لا يُعتبر حلاًّ مُجدياً لدفع الطفل يستمعُ إليك! لهذا لابدّ من اتّباع استراتيجية “التواصلِ الجسدي” عند قيام طفلك بأمرٍ مخالف؛ لأنّه يدفع الطفل لفهم ما تطلبه منه، وسيحاول جاهداً في الكف عمّا يثير غضبك.

وتكون طريقةُ التواصل الجسدي أنّك تحدقُ في عيني طفلك عند إصدار الأوامر مع لمس ذراع طفلك بلطفٍ ووديّة، أو حتى القيام بالإتصال المادي الإيجابي في حال إن كان الطفل صغيراً.

اقرأ أيضاً:  لماذا يرمي طفلي الأشياء؟

  • التحدث مع الطفل بلينٍ وحزم

يساعد أسلوب اللين والحزم عند الحديث مع الطفل على إجباره على الإستماع إلى ما تقول، فالعقابُ المستمرّ أو اللين المستمرّ سيجعل الطفل لاهياً غير مبالي لما تقول، وعكسه تمامًا! عندما تحاوره تارةً بلطف وتارةً بحزم، فإن الطفل سيدرك ضرورة الإستماع إلى أوامرك، وسيحاول جاهداً عدم فعل ما يثيرُ غضبك.

  • المحافظة على هدوء الأعصاب

من البديهي أن تنزعج من تصرفاتِ طفلك المزعجة حيث أنّ هذا من الطبيعة البشرية التي لابدّ علينا تقبّلها، لكن سيكون من  الأفضل المحافظة على هدوء الأعصاب ونبرة الصوتِ الهادئة عند تطبيق أوامرك على طفلك، لأنّ تطبيق الأوامر على الطفل دون صراخٍ وغضب سيجبر الطفل يستمعُ إلى أوامرك بكل سلاسةٍ وسهولة.

وعكس ذلك! عندما تبدأ بالصراخِ في وجه طفلك؛ فإنّك بذلك ستجبره ليهرب منك، ويفعل ما يحلو له، علاوةً على ذلك! سيسبب الغضب في جعلِ شخصية الطفلِ من الشخصيات النرجسية الحادة؛ الأمر الذي قد يضره مستقبلاً.

اقرأ أيضاً: كيف أجعل طفلي ذكي؟

  • إخبارُ الطفل بالأشياء التي يجب عليه فعلها بدلاً من إخباره بالأشياء التي لا يجب عليه فعلها

عقل الإنسان يميلُ إلى التفكير في الأشياء المنهية، فمثلاً عندما يقول لك شخصٌ ما “لا تفكر بالثعبان” فإنّك سرعان ما تبدأ بالتفكيرِ في الثعبان! وهذا هو حال العقل البشري.

لهذا يتوجب عليك عزيزي القارئ تجنّب إخبار إبنك عن الأشياء المنهية، وبدلاً من ذلك أخبره عن الأشياء التي يتوجب عليه فعلها، فمثلاً؛ أخبره بضرورة المذاكرة بدلاً من نهيه عن اللهو عن المذاكرة.

  • مدح الطفل على إنجازاته

يساعدُ أسلوب مدح الطفل على تشجيع الطفل على الإستماع إلى أوامرك باستمرار، فالطفل يحبُ المدح والتقدير، ويحرص بشدة على لفتِ انتباه الآخرين إليه، لهذا سيكون من الأفضل أن تنتهز الأماكن التي تتواجد فيها مجموعةٌ من الأشخاص كالأهلِ والأصدقاء، والبدء بمدح طفلك على الإنجازات التي قام بها، ومن الأفضل إهداءه هديةً بسيطةً تقديراً لجهوده.

  • تخصيص وقتٍ للطفل

بدلاً من الإكثار من الشكاوي من تصرفاتِ طفلك، سيكون من الأفضل تخصيص وقتٍ كافٍ لمعرفة الأسباب الدافعة لنفور طفلك منك، وما هي الطرق السليمة التي يجب اتخاذها لجعل الطفل ينقاد لأوامرك؟! حيث أنّ الكثير من الأطفال عادةً ما يعبرون عن مشاعرهم المكبوتة عن طريق ممارسة سلوكياتٍ سلبية، لهذا بدلاً من أن تتسرع في معاقبةِ طفلك، سيكون من الأفضل أن تكون قريباً من طفلك، تفهم مشاعره وتحل مشكلاته، ومن ثم ترشده إلى أهمية الاستماع إلى كلام من هم أكبر منه.

 

 

“عزيزي القارئ! إذا لم تخصّص وقتاً لطفلك وهو صغير، فلن يخصّص طفلك لك وقتًا وهو كبير! لهذا احرص على توطيد علاقتك مع طفلك منذ مرحلة الطفولة”.