إنّ الأسلوب الأمري وتعنيف الطفلِ وتخويفهُ ليس بالحل السليم لتهذيبه، خاصةً إن كان الطفل عنيداً، وعلى العكس تماماً! إذا كان الأسلوبُ سهلاً, ليّناً فستكون النتائجُ إيجابيةً وأكثر تأثيراً لتجاوب الطفل العنيد.
على العموم! إن كنتَ تعاني من عناد طفلك وتزعجك ردودُ أفعاله السلبية والتي كثيراً ما تضايقك، وتبحث عن حلٍ مناسبٍ لتهذيبه، فابدأ بقراءة هذا المقال المفيد الذي هو بعنوان “ إستراتيجيةٌ ذكيةٌ للتعامل مع الطفل العنيد “.
لقد وفّرنا لك في هذا المقال كافّة الإستراتيجياتِ المدروسةِ للتعامل مع عناد الطفل، وكيفيةِ تهذيبِ أفعاله وتعديل سلوكياته.
اقرأ أيضاً: أفضل طريقة للتّعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال
الطريقةُ السليمةُ لتهذيب الطفل العنيد
من المعروف عن “العناد” أنّه عبارة عن مرحلةٍ عمريةٍ تمرّ بها فئةٌ من الأطفال، ومن الجدير بالذكر؛ أنّ عناد الطفل لا يُعتبر سلوكاً مكتسباً وإنّما سببه توجه شخصيةُ الطفل نحو النّمو النفسي السلبي!
ولهذا نرى أنّه من الضروري المحافظةُ على الإستعداد التّام للتمثيل في جميع عمليات التفاوض مع الأطفال، خاصةً عند التعامل مع الطفل العنيد، ووفقاً للدراسات نلاحظ أنّ الطفل العنيد لا يحتاج إلى التعلّم من سوءِ تجاربه، وإنّما يحتاجُ إلى إرشاده الإرشاد السليم.
كما يجب علينا زرعُ حب العلاقات في نفس الطفل ونبيّن مدى أهميّتها له، وأن نحرص على التعاطف معهُ لمساعدته على الإنجاز، وأن نحييَ فيه ما قد سلبه العنادُ منه.
بهذه الطريقة نكون قد هيّأناه لأن يتنازل عن عناده ليستجيب للأوامر المسموعةِ برضا نفس، علاوةً على ذلك, فإنّ الأسلوب اللّين سوف يساعدُ على تهذيب ردود فعل الطفل العنيد، وتكوين شخصيته بالشكل السليم.
اقرأ أيضاً: 15 حيلة لتحفيز طفلك على نوم القيلولة
أهم متطلّبات التعامل مع الطفل العنيد
يحتاج الأسلوب التدريبي لتهذيب عناد الطفل بعض المتطلبات التي لابد من مراعاتها، والتي تتلخّص في ما يلي:
- ضبط الوقت: إنّ انتهاز الوقت المناسب لتهذيب الطفل العنيد له تأثيرهُ الفعّال في مدى إستجابة الطفل العنيد للأوامرِ المسموعةِ، ورؤية أهم النتائج الإيجابية في ضبط سلوكياته بشكلٍ إيجابي، فعلى سبيل المثال: يجب عليك التعبير عن الإلمام التام عند الحوار مع الطفل العنيد والوفاء بمضامين الحوار.
- التواصل معه: في بادئ الأمر؛ أنت تحتاج إلى الإنطواء على نظامٍ ذات إرشاداتٍ دقيقةٍ على طفلك العنيد، بجانب ذلك, يتوجب عليك الإطلاع على الموقف الذي تتلقّاه من طفلك العنيد، ومن المهم جداً الحصول على ردود الأفعالِ الإيجابيةِ من الطفل العنيد بعد تطبيق الأسلوب التهذيبي عليه.
- دراسة حالةُ الطفل النفسية: الإكتئاب والخوف يُعتبران من أهم العوامل السلبيةِ المؤثرةِ في نفسية الطفل العنيد، حالته النفسية وخوفه وإكتئابه من أهم أسباب عناده المؤثّر على سلوكه وردود أفعاله، لذلك يجب كشف أسباب خوفه وإكتئابه، والسماح له في التحدث بحريّةٍ تامّةٍ عمّا يشعر به؛ حتى نُشعِره بوجودنا حولهُ وإستماعنا له وأنّه بمقدوره تجاوز مخاوفه.
اقرأ أيضاً: نبذة عن معاناة الطفل المدلل في الصغر وشقاؤه في الكبر
إنّ الإستراتيجيات الذكية والأسلوب السليم لهما التأثير الخاص في الحصول على الإستجابةِ السريعةِ من الطفل مهما كانت درجة عناد شخصيّته، وليس من الجيّد على أي وليِ أمرٍ أن يقابل العناد بالعناد؛ وذلك لتفادي المخاطر النفسيةِ والسلوكياتِ الشرسة التي يمكن أن يتعرّض له الطفل العنيد مستقبلاً.
أفضل الإستراتيجيات للتعامل مع الطفل العنيد
أشرنا في السطورِ السابقةِ إلى الطريقةِ السليمةِ للتعامل مع الطفل العنيد لكنّنا لم نتحدث عنه بالتفصيل؛ لهذا سوف نتطرّقُ بشكلٍ مفصّلٍ إلى أفضل الإستراتيجيات للتعامل مع الطفل العنيد والتي تتمحور حول ما يلي:
تجنّب الأوامر المباشرة: يُعتبر إصدار الأوامر بشكلٍ مباشرٍ نوعاً من التعنيف الغير المباشر، والذي قد تؤثّر سلبياً على تكوين شخصيّة الطفل، وتؤدّي إلى نتائج غير مرغوبةٍ في سلوكياته، وعوضاُ عن ذلك؛ استخدم أسلوباً يمكّنك من الحصول على ما ترغبُ منه، وامنحه أيضًاُ حريّة التعبير عن مشاعره.
مدح الطّفل وتشجيعه: يُعتبر أسلوب المديح والثّناء من أفضل الإستراتيجياتِ الذكيةِ في تهذيب سلوكيات الطفل العنيدة؛ كون المديح والثناء يشجّعان على إبداء الأفعال الإيجابية من الطفل، إلى جانب مساعدته على الشعور بالأمانِ والإتزان.
التّجاوب لرغبات الطفل ومنحه الوقت الكافي ليعبّر عمّا يجول في باله: يُعتبر هذا الأسلوب أسلوباً تدريبياً مُجدياً لتهذيب السلوكيات السلبية في الطفل، علاوةً على ذلك؛ سيمنحك هذا الأسلوب القدرةَ على التعرّف على مشكلات الطفل النفسيةِ أو الإجتماعية، وإيجاد الحلول المناسبةِ لها.
تجنّب أسلوب الإنفعال السريع والتعنيف في العقاب: من المعروفِ عن الأطفال وقوعهمُ المستمر في الأخطاء، وهذا لا يعني وجوب معاقبتهم على كل صغيرةٍ وكبيرةٍ، وعلى عكسه تماماً لابدّ من التحلّي بالصبر عند التعامل مع الطفل العنيد؛ وذلك لأنّ التعامل مع الطفل يحتاج إلى الكثير من اللّيونةِ والحكمة، والأسلوب العنيف لا يبشّر بالخير.
السيطرة على مشاعر التوتر والغضب: من المعروف عن الطفل العنيد إصراره على ارتكاب الأخطاء، ومن هنا يجب السيطرة على مشاعر الغضبِ والتّوتر قدر الإمكان، ومن المستحسن ترك المكانِ لعدّة دقائق حتى تهدأ الأجواء، ثم مناقشة الطّفل حول الأمر بهدوءٍ تامٍ، ولتعلم؛ أنّ الإنفعال والصّراخ على الطفل سوف يزيد من عناده وسوء تصرفاته.
إستشارة مختصين: عند إخفاق جميع محاولاتك المبذولةِ لتهذيب سلوك طفلك العنيد! قم بإستشارة أحد المختصّين واستشره عن أفضل الطرقِ والإستراتيجيات المتّبعةِ في تهذيب سلوك طفلك العنيد الذي تعاني من سوء تصرّفاته، ولا تهمل الأمر وخُذه على محمل الجد والمسؤولية، إن أهملته الآن قد لا تُحمد عقباه لاحقاً.
الأطفال لن يبقوا أطفالاً إلى الأبد، ومسؤلية الأبوة تزيد مع نضج الطفل وكبر سنّه، ولن تكون مهمةُ التربيةِ سهلةً أبداً إن أهملنا أو أضعنا زمام الأمور من البداية، كن صارماً عند طلبك من طفلك لتجنّب أمرٍ ما، وفي الوقت نفسه كن سهلاً ليّناً عند مديح طفلك وعند تشجيعه على أن يتخطّى مخاوفه.
التعليقات