الغضب فعلٌ مذمومٌ للكبار والصّغار على حدٍّ سواء! ويجب معالجة نوباتِ الغضب قدر المُستطاع، وتوخّي الحذر من إستمرار هذه النّوبات دون معالجتها خاصّةً عند الأطفال؛ كونها تحمل الكثير من المخاطر الصحيّة، وفي مقالنا هذا سوف نتحدّث عن “أفضل طريقة للتعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال” والتي لابدّ على كلّ فردٍ من معرفتها لتخفيف هذه النّوبات الخطيرة وتأثيرها على الطفل ومن حوله.
اقرأ أيضاً: كيفيّة استرجاع الوزن بعد الولادة
ما المراد بـ “نوبات الغضب عند الأطفال؟”
نوبات غضب الطفل هي بدايةٌ مفاجئةٌ لسلوكٍ حاد قد يأتي من الطفل الذي يعبّر عن غضبه أو إحباطه بشأن شيءٍ ما دون أي تخطيطٍ مسبق.
قد تظهر هذه الإنفعالات على شكل حركاتٍ غريبة، وكلامٍ مذمومٍ ، وصراخ ، أو قد تكون مزيجًا منهم.
تُعتبر نوبات غضب الأطفال وسيلةً لبعضهم للتعبير عن مشاعر قوية قبل بلوغهم سنًا أو حالةً تسمح لهم بالتعبير عن إحتياجاتهم بطريقةٍ طبيعية ومقبولةٍ اجتماعيًا.
تظهر هذه الأنواع من المواقف بشكلٍ عام في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-4 سنوات، وغالبًا ما يكون ارتباطًا طبيعيًا بنمو الأطفال لتكوين شخصيةٍ مستقلة.
مع مرور الوقت، يتناقص تواتر هذه النوبات بحيث يصبح الطفل أكثر قدرةً على التعبير عن احتياجاته.
تستمر نوبة الغضب من 2 إلى 15 دقيقة، ولكن أطول من هذه الفترة الزمنية قد تُشير إلى مشكلةٍ طبية، وتستدعي استشارة الطبيب.
اقرأ أيضاً: بأفضل النصائح وفّري مصروفاً للمنزل
أسباب نوبات الغضب عند الأطفال
هنالك أسبابٌ ودوافعٌ مسبّبة لإنفعالات الغضب عند الطّفل، وفي هذه الففرة استخلصنا لك أبرز العوامل المسبّبة لغضب الطّفل:
- إحساس الطّفل بنوعٍ من الإحباط عند عدم قدرته على التّعبير عن الإحتياجات والرّغبات التي يرغب بها، خاصّةً إذا كانت القدرة على الكلام عند الطّفل محدودة.
- إحساس الطفل بشيءٍ من التحكّم والسّيطرة.
- تطبيق الكثير من القيود على الطّفل، وحرمانه من الحرية كباقي الأطفال.
- احتياج الطّفل للتّعبير عمّا في داخله، ورغبته الشديدة في الحصول على الحريّة.
- حرمان الطّفل ممّا يحب.
- مرور الطّفل بمرحلةٍ إنتقالية خلال اليوم، كأن ينتقل من بيته إلى المدرسة.
- عدم تمكّن الطّفل من إستيعاب ما طُلِب منه.
- إحساس الطّفل بالوحدة أو الملل أو الإعياء أو فرطٍ في النّشاط أو الجوع أو الإنزعاج أو غيرها.
- تعرّض الطفل لإضطراباتٍ جسدية أو نفسية أو حتّى اجتماعيّة.
اقرأ أيضاً: نصائح طبيّة للعناية بالصّحة في فترة النّفاس
علاج نوبات الغضب عند الأطفال
ما من مشكلةٍ إلاّ ولها حلّ! وكذلك الحال في “نوبات الغضب عند الأطفال” إذْ أنّه من الممكن الحدّ من الإنفعالات الحادّة عند الطّفل، وتعديل سلوكيّاته العنيفة، باتباع عددٍ من الطرق والوسائل المساعدة لذلك، وفيما يلي نقدّم لك أبرز الحلول المناسبة للتغلّب على نوبات الغضب عند الطفل:
- القيام بتشتيت انتباه الطّفل، وإشغاله بشيءٍ آخر عند صراخه.
- إبعاد الطّفل عن المكان المسبّب له نوبة الغضب.
- تجنّب ضرب الطّفل والإنفعال عليه، وعوضاً عن ذلك؛ قمْ بالإنحناء إليه وسؤاله بهدوء عن سبب بكائه وصراخه.
- فتح باب حوارٍ جيّدٍ مع الطّفل، وإحساسه بمدى جمال الهدوء، وتقبيح الغضب في نظره.
- سؤال الطّفل فيمَ إنْ كان يعاني من أمراضٍ نفسيّةٍ أو تشتّتٍ أسري!
- تجنّب تقييد الطّفل، والسماح له بأن يمارس الأنشطة التي يفضّلها بكلّ حريّة.
- عدم الضّغط عليه في العقاب؛ لأنّ ذلك يزيد من حدّة شخصيّته، ويجعله فرداً منفعلاً في المستقبل.
- إشغاله بأمور محبّبةٍ إليه؛ كأن يقوم بالرّسم أو يشاهد أفلام الكرتون أو يمارس اللّعبة التي يحبّها.
- إحساسه بالحبّ والأمان؛ كي يستطيع التّعبير عمّا في داخله.
- تجنّب السيطرة على الطّفل، وعوضاً عن ذلك اطلب منه أنْ ينفّذ ما طُلِب منه بحبٍّ وامتنان؛ ذلك سيزيد من مسؤوليّته، وسيكون منفّذاً لكلّ أمرٍ طُلِب منه.
اقرأ أيضاً: نبذة عن معاناة الطفل المدلل في الصغر وشقاؤه في الكبر.
كيف أتعامل مع الطفل سريع الغضب؟
يتعرّض الكثير من الأطفال لنوبات الغضب الحادّة، والتي من الممكن أنْ تؤثّر سلباً على صحّتهم، وتسبّب قلقاً وانزعاجاً للكثير من الآباء والأمّهات، ومن هنا تأتي ضرورة معرفة كيفيّة التعامل مع الطفل العنيف، لمداراة حالات الغضب لديه، وعلاجها إن أمكن.
وفيما يلي سنعرض لك أبرز الطرق الفعّالة للتعامل مع الطفل سريع الغضب:
- البقاء هادئاً وتجنّب الشعور بالإرتعاب؛ وذلك لأنّ الهدوء سيمنح الطّفل نوعاً من الراحة.
- التّركيز على تصرّفات الطفل الجيّدة، وتجّنب تذكيره بأفعاله المشينة؛ وذلك لزيادة تركيزه على الجانب الإيجابيّ من سلوكه اليومي أكثر من أفعاله على الجانب السّلبي.
- تقديم الهدايا له في حال إنْ امتنع عن فعل تصرّفٍ مشين؛ تشجيعاً له في ترك الغضب.
“الأطفال يشكّلون القشر الأساسيّ من المجتمع؛ ولهذا يجب مراقبة أفعالهم بكلّ حرص؛ لأنّ أيّ إهمالٍ من الممكن أنْ يدمّر حياة الطّفل، ومن الأفضل تشجيع الطفل على حسن أفعاله، ونصحه عند وقوعه في الخطأ بدلاً من إفراغ الغضب عليه”.
التعليقات