يُعتبر رمي الأشياء من ضمن المهاراتِ الجديدة الممتعة لدى العديد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 شهرًا و الـ 3 سنوات. 

بحيث يتطلب هذا السلوك أن يتمتع طفلكِ بمهاراتٍ حركيةٍ دقيقة كفرد أصابعه وترك الأشياء، وتنسيق مثالي بين يده وعينه لرمي الشيء بشكلٍ دقيق وفعلي. 

لذلك فلا عجب أنّ طفلكِ يريد ممارسة هذه المهارة المثيرة، ذلك لأنّ ما سيحدث بعد ذلك يكون مفيدًا للطفل، حيث يكتشف طفلك أنّ كل ما يرميه يسقطُ على الأرض ولا يصعد مرةً أخرى. 

وفي هذه المرحلة، لا يمكن لطفلك أن يعرف أنّ هذه العملية تسمى (الجاذبية) لكنه يلاحظ ذلك! حيث إذا رمى كرةً فإنها ترتد، وإذا رمى حبة برقوقٍ فإنها تتناثر. 

وبالتأكيد قد يدفعك فعله هذا إلى الجنون؛ خاصةً عندما ينتهي بك الأمر برمي طفلك المعكرونة في جميع أنحاء المطبخ ، أو يرمي طفلك التين على الأرض فيتسخ، ولكن هذه فعل هذه الأشياء تعدّ ممتعةً ورائعةً لطفلك.

اقرأ أيضاً:  كيف تصنعين مع طفلك كتاب الرسوم المجسمة؟

لماذا يرمي طفلي الأشياء؟

هنالك العديدُ من العوامل الدّافعة لرمي الطفل الأشياء في الأرض، وهذه العوامل يمكن تلخيصها في عددٍ من النقاط التالية:

  • الرغبةُ في استكشاف الجديد

يميل الطفلُ للفضول واستكشافِ الجديد، حيث أنّه يحب أن يتعلّم عن طريقِ التجريب، حيث يمكن أن يكون رمي الأشياء أمراً ممتعاً للطفل الصغير، فقد يفعلُ ذلك لملاحظة ما سيحدث عند ارتداد الأشياءِ المرميةِ على الأرض أو سقوط هذه الأشياء أو حتى تناثرها.

فنلاحظ أنّ فكرة “رمي الأشياء” من الطرق السهلة التي يستطيع الطفل من خلالها تحديد السبب ثم النتيجة، ومراقبة الردود على فهمِ الأشياء والبيئةِ من حوله.

  • اطلبي من الطفل الإنتباه

يحب الطفل الصغير الإنتباه من شخصه المفضل كأمّهِ أو أبيه أو أحدِ إخوتهِ وما إلى ذلك! و لذلك لكي يستولي على الأضواء فإنّه سيفعلُ العديدَ من الأمور كرمي الأشياء مثلاً.

ومن الجدير بالذّكر! أنّه ربّما قد يستخدم الطفل هذه الطريقة إذا لاحظ أنّها تعمل بالفعل! ومن المرجح أنّه يعيد الكرّة مرّةً أخرى، خاصّةً عندما يكونُ مقدم الرعايةِ كوالده مشغولاً.

  • من أجل اللّعب والمتعة

من المعروف أنّ الطفل سيشعر بالملل من خلال ممارسة نفس الألعاب بشكلٍ تكراريّ! وبالتّالي قد يحاول تجربة طرقٍ مختلفة للترفيه عن نفسه، واستخدام الأشياءِ نفسها ولكن بطرقٍ مختلفة للّعب بها.

لذا نرى أنّه عندما يقومُ الطفل برمي الأشياء؛ فإنّه يجدُ في ذلك المتعة والتسلية، ويبدأ بتكرار فعله عدّة مرات.

اقرأ أيضاً:   كيف تتعلمين مهارة جديدة؟

  • تعبير الطفل عن مشاعره

على عكس الفرد البالغ قد يجدُ الطفلُ الصغير صعوبةً في التعبير عما يجول في خاطره! لهذا تراه يتواصلُ مع الأشخاص الّذين من حوله عن طريق ممارسةِ بعض الأفعال السلبية كرمي الأشياءِ على الأرض.

فمن الملحوظ! أنّ الطفل عندما يقومُ برمي الأشياء على الأرض فإنّه عادةً يعبّر عن مشاعر الحزن أو الجوعِ أو الإحباط أو حتى الألم؛ ليلفت انتباه من حوله.

  • الاستخدام الغير السليم

من المعروف أنّ الطفل لا يفعلُ السلوكيات السلبية إلاّ بسبب نقصِ فهمه وعدم إدراكهِ للأمور! لهذا لابدّ من توجيه الطفل التوجيه السليم، وإرشاده حول كيفيّة التعامل مع ألعابه أو الأشياء من حوله دون تعنيفه أو عقابه العقاب الأليم؛ لأنّ ذلك قد يؤثّر سلباً على نفسيته عندما يكبر.

  • حب الطفل لسماع أصواتِ الأشياء

الطفل يحبّ سماع الأصوات الصادرة من الأشياء التي يلعب بها أو يرميها، فكما هو معروفٌ أنّ لكلّ لعبة صوتٌ مميّز! لهذا ترى الطفل يرمي ألعابه لكي يسمع الصوت الصادر منها.

اقرأ أيضاً:  خلع الكتف عند الرضع أسبابه وعلاجه

ما هي خطةُ تعديل سلوك رمي الأشياء عند الطفل؟

يُعدّ رمي الأشياء من السلوكيّات الخاطئة التي لابدّ من تحذير الطفل منها! لأنّه بفعله لهذا النوعِ من السلوكيات قد يلحقُ الضرر بنفسه أو بالأفراد الّذين من حوله.

لهذا من المستحسن إرشادُ الطفل ونصحه بعدم رمي الأشياء بدلاً من عقابه وتوبيخه؛ كون العقاب والتوبيخ يجعل الطفل عنيداً عصبيّاً، عكسه عندما تقومين بنصحه وإرشاده فإنّه يستجيبُ للنصيحة ويحذر من فعل هذا السلوك السلبي في المستقبل.

اقرأ أيضاً؛ معرفة أسباب بكاء الطفل من نبرات صوته.

 

وفيما يلي سنعرض لكِ سيدتي أفضل خطةٍ لتعديل سلوك رمي الأشياء عند الطفل:

  • تحديدُ الأشياء أو الألعاب المسموح برميها كالكرةِ المطاطية.
  • تحذيرُ الطفل من مخاطر رمي الأشياء على نفسه وعلى الذين من حوله.
  • مشاركةُ الطفل في جمع ألعابه وأغراضه.
  • محاولةُ فهم مشاعر الطفل؛ كمشاعر حزنهِ أو جوعهِ أو غصبهِ وما إلى ذلك!

 

“سيّدتي! إنّ الطفل مخلوقٌ ذكيّ يفهم الأشياء من حوله، ويدركُ عواقب الأمور، ربّما ليس بالقدر الّذي يفهمه الفرد البالغ! لكنّه بالرغم من ذلك يحاول فهم الأمور قدر الإمكان؛ لهذا تعاملي مع طفلكِ بلطفٍ ولين، وحاولي فهمه عواقب السلوكيّات الخاطئة بدلاً من لومهِ وتوبيخه”.