إنّ أول سنة من الزواج تكون مليئة بالكثير من التغيرات والتحديات وتعديلات سلوكيات الطرفين، لأنّه على الزوجين التكيّف مع الحياة الجديدة والأدوار الجديدة بمسؤولياتها المختلفة.
ومع تغير ظروف الحياة تتغيّر سلوكيات الطرفين، وتتغير متطلباتهما وأخلاقهما ويتكيّفان الحياة الجديدة بكل ما فيهما من مسؤوليات وخلافات التي لا مفرّ منها ولابدّ أن تحدث بين كل زوجين.
وفي هذا المقال سوف تتعرّفين على أهم نصائح الزواج حتى لا ينتهي بالطلاق، من مفهومه إلى ما يجب ومالا يجب، وكيف تحافظين على حياة زوجية سعيدة، دون الوقوع في متاهات التجربة المريرة، ونحن بدورنا جمّعنا كل المعلومات المهمة ضمن أسطر هذا المقال.
اقرأ أيضاً: أهم اضرار عدم ممارسة العلاقة الزوجية للرجل لفترة طويلة
مفهوم الزواج ومعناه
الزواج هو ذلك الميثاق الغليظ الذي يربط امرأة ورجل عن تراضِ منهما، بحيث يكون هذا الارتباط بشكل شرعي عُرفي على وجه الدوام، والغاية منه التعفف والحصن عن الحرام، وإنشاء أسرة سعيدة مستقرة.
ولكي يدوم هذا الارتباط يجب أن يصل كلا الزوجين إلى تفاهم واتفاق في جميع أمور الحياة، لأنّ الحياة الزوجية حياة مشتركة، واعتماد أحد الطرفين على نفسه دون الآخر يجعل مهمة دوام الحياة الزوجية السعيدة أمراً غاية في الصعوبة.
ما الحكمة من مشروعية الزواج؟
أمر الإسلام بالزواج عند البلوغ لحكم كثيرة، منها تحقيق العفة والحياء، وإشباع الرغبة الجنسية، وزيادة النسل شرعاً، وعمارة الأرض وغير ذلك من المنافع المترتبة على الزواج الشرعي الإسلامي.
اقرا ايضاً: للمتزوجين فقط كيفية تجديد العلاقه بين الزوجين
أهم النصائح لبداية زواج موفّقة لا تنتهي بالطلاق
السنوات الأولى من الزواج قد تكون عبارة عن مشكلات وخلافات زوجية لا حل لها! وقد تنشأ هذه الخلافات غالباً من أمور صغيرة تافهة لا معنى لها، أو حتى من أمورٍ غير متوقعة، بالإضافة إلى الشعور بالخيبة، وعدم الرضا عن الطرف المقابل.
ولكن لكي تبدئي حياة زوجية موفقة لا تنتهي بطلاق إليكِ هذه النصائح التي سوف تنفعك كثيراً:
- اعرفي كيف تتعاملين مع الأمور المالية:
أحد أهم الأمور التي يجب مناقشتها مع بداية الزواج، وفي بعض الأحيان
قبل الزواج، لأنّ أكثر الخلافات الزوجية تحصل بسبب التدبير الغير متوافق لأمور المنزل المالية، خاصة أنّ كلا الزوجين موظفان ولدى كلٍ منهما حساب بنكي، وعلى كل حال! إن اتفق كلا الزوجين على طريقة عيش معينة إمّا باستخدام حساب بنكي واحد أو التعامل المتفق عليه في كيفية تدبير المنزل بالطريقة الصحيحة يجعل الزواج أمراً سهلاً.
- تقسيم آداء الأعمال المنزلية بالشكل المناسب
إنّ تقسيم آداء المهام المنزلية بين الزوجين بشكل مناسب يسهّل على الطرفين القضاء على الأجواء المتوترة للمنزل، بالإضافة إلى ضمان حياة زوجية سعيدة، دون خلافات وضغوطات.
- معرفة كيفية قضاء وقت الفراغ
صحيح أنّ قضاء الوقت مع الزوج أمر الزامي لفهم الطرفين بعضهما البعض، لكن يجب أيضاً على كلا الطرفين قضاء بعض الوقت مع الأهل والأصدقاء والأقارب، وذلك للنمو الشخصي وزيادة الاستقلالية.
- وضع حد للأهل والأقارب
على الزوجين أن يتفقا على وضع الحدود لمداخلات الأهل، وألّا يسمحا لأهل الزوج أو الزوجة بأن يتدخّلوا في كل صغيرة وكبيرة، وحبذا لو اتفق الأهل أن تتمّ الزيارات بعد مكالمات هاتفية، واطلاع الأهل بالزيارة.
- فهم الاختلافات ووجهات نظر الطرفين
على الزوجة أن تفهم زوجها وكذلك الزوج ما يعجبه ومالا يعجبه، وبما أنّ الخلافات أمر حتمي لا مفر منه! إذاً على الزوجين معرفة كيفية التعامل مع الخلاف حتى يصلا إلى اتفاق ورضا عن بعضهما البعض.
ويجب القول بأنّ كثرة الخلافات ناتجة عن تربية كلا الزوجين ونضجهما في بيئات وثقافات مختلفة، ولهذا على الطرفين الوصول إلى تفاهم ورضا عن تصرفات بعضهما البعض قبل أن تنتهي الأمور بنهايات غير مرضية.
- مناقشة التوقعات ومتطلبات كلا الزوجين من الآخر
الزوجين عليهما مناقشة كل التفاصيل الكبيرة المطلوبة من كليهما، حتى يعلم الطرف المقابل ما هو مطلوب منه؛ لكي يتمكّن من المحافظة على العلاقة، وابتداءً من مسؤوليات المنزل انتهاء بالأماني التي يرغب بها الطرفين من الآخر قدر الاستطاعة.
وعندما تناقش الزوجة زوجها ما تتوقعه منه فإنّه يحاول أن يصل إلى ذلك التوقع قدر استطاعته، وينطبق ذلك أيضاً على الزوج، ولا ننسى أن نحد ونقلل من سطح توقعاتنا بشكل معقول مقدور عليه.
- الابتعاد عن ملامة الآخر
إنّ القاء اللوم على الآخر، وقول أنت السبب وأنت فعلت وفعلت، وأنتِ الملامة، لن يفيد ولن يحل من المشكلة شيئاً، والأفضل مناقشة الزوجين بعضهما البعض عن سبب الخلاف وكيفية التخلّص منه، أمّا الهروب وإلقاء الملام مضيعة للوقت.
- الصبر حتى التكيّف مع الحياة الجديدة
التكيّف مع الحياة الجديدة يحتاج إلى وقت وصبر، على الزوجين أن يمنحا لبعضهما البعض الوقت للتكيّف من الحياة الزوجية الجديدة، بمسؤولياتها وأدوارها الجديدة.
- ابتعدي عن فكرة تغيير الزوج
أبداً لا تفكّري بتغيير زوجك بسبب الطريقة التي يتصرّف بها معك، بل قومي بتغيير ردود أفعالك حتى ينجبر هو بتغيير ردود افعاله.
- تقدير الزوج وإبداء الرضا عن ما يقدّمه لك
إنّ تقدير الزوج وابداء الرضا عمّا يقدّمه لكِ، وقول شكراً وأنت سندي وأهم نعم ربي، له تأثير كبير في نفس الزوج وحبه لك، لذا لا تُشعريه بأنّ ما يفعله واجب إلزامي عليه.
إنّ الزواج عهد ترابط مدى الحياة، ولا يحق للزوج أن يظهر عكس ماهو عليه قبل الخطبة، بأن يخفي حالته المادية الضعيفة، أو أنه لا يستطيع الجماع، أو أنّه عاجز عن إعطائها حقوقها الشرعية، وغير ذلك من الأمور التي تترتب عليها ضرر ومفاسد لا تُحمد عقباه.
التعليقات