التصويرُ الدرامي المخيفُ للولادةِ والطلْق الذي قامت بتصويره الدراما العربية زادت من مخاوفِ الحوامل المقبلاتِ على الولادة، حيث أنّها تصوّر الولادة وآلام المخاضِ والطلقِ بشكلٍ سلبي مخيف، محاطٍ بالألمِ والخوف.
وبسبب هذا الخوف؛ تلجأ الكثيرُ من السيّدات الحوامل إلى الولادةِ القيصيرية، حتى دون حاجةٍ طبيةٍ ملحّة، خاصةً في الآونة الأخيرة! حيث انتشرت الولادةُ القيصيرية بشكلٍ واسع حول العالم، حتى أنَ الولادة الطبيعية أصبحت الخيارَ المرعب لدى الكثيرات.
عزيزتي الأم! تماماً مثلما تختلفُ آلام المخاض والطلقِ والولادة بين امرأةٍ وأخرى، كذلك تتفاوت حدة آلامِ الولادةِ القيصيرية بين إمرأةٍ وأخرى. وهذه تجربةٌ تعلمتها بالإضافةِ إلى تجارب أخرى سأقومُ بمشاركتها معكِ بصفتي أخصّائيةُ حملٍ وولادة.
منظمةُ الصحّة العالمية كشفت عن توقعاتها؛ بحيت تتوقّعُ زيادة حالات الولادة القيصرية بصورةٍ سريعةٍ جداً حول العالم، بحيث تتضاعف 3 مراتٍ خلال الثلاث العقود المقبلة؛ ممّا يشكّل خطراً وتهديداً على حياة كلٍ من الأم والطفل.
لذلك نخبركِ بأنّ مخاوفك قد تكون بلا مبرر، وسوف نساعدكِ في اتخاذ قراركٍ في اختيار نوعيةِ وكيفية الولادة، بالإضافةِ إلى نصائح وإرشاداتٍ ومسكّنات وطرقٍ تساعدكِ في تخطّي مخاوف الولادةِ الطبيعية والتقليل من آلامها.
في هذا المقال ستعرفين الكثير من المعلومات، وسوف تقطفين ثمار تجاربي في نقاطٍ مهمّة؛ سوف تعرفين الكثيرَ عن ” نصائح مجربة لتخفيف ألم الولادة الطبيعية ” قومي بمواصلةِ القراءة، واستفيدي وأفيدي.
اقرأ أيضاً: أفضل الطرق الصحيّة للوقاية من الولادة المبكرة
ماهي الولادةُ الطبيعية؟
هي الولادةُ التي تتمّ دون أن تستخدم الحامل أدوية تساعدها على الطلق، وتمرّ فيها الحامل دون تعاطي محفزاتٍ أو مسكنات.
التقنيةُ الوحيدة التي تُستخدم في هذا النوع من الولادة هي الإسترخاء والتحكم بعمق التنفس؛ وذلك لتخفيفِ الألم، وفي حالاتٍ نادرة جداً يتدخل الطبيب ليفسح المجال للجنين حتى يستطيعَ الخروج أثناء الولادة.
نصائحٌ مجربةٌ لتخفيف ألم الولادة الطبيعية
سيّدتي الأمُ الحامل! دعي عنكِ الشعور بالخوفِ والقلق، قومي بما يجب عليكِ؛ لضمان صحتكِ وصحة طفلك وفوّضي أمركِ لله.
وإليكِ هذه النصائح الثمينة والطرقِ السليمة التي لها دورٌ كبيرٌ في تخفيف آلام الولادة الطبيعية:
- القيامُ بعددٍ من الأنشطةِ البدنيةِ المفيدة
أغلبُ السيدات عندما يشعرنَ بإنقباضات الرحم وآلامِ الولادة؛ فإنّهنّ يفضّلنَ الإستلقاء على الفراش دون بذل أي مجهودٍ يُذكر.
- الجلوسُ في الماء
إنّ الجلوس في ماءٍ دافيء أثناء فترة المخاض؛ يخففُ من آلام الطلقِ والمخاض، بالإضافة إلى أنّه يخففُ من الضغط على منطقةِ الحوض، فالماء مهدّئٌ طبيعي ومخففٌ للألم، حتى أنّه لا يشكّل خطراً على الجنين بل إنّه مفيدٌ وصحّي ما لم تغطس المرأةُ في حوضِ السباحة؛ فيعيق ذلك تنفسها ممّا يزيد من شعورها بالإعياءِ والتعب.
- أخذ شاور (حمام) دافئ
المرأةُ الحامل يجب أن تأخذ حماماً دافئاً يُسرّع من دورتها الدموية ويُشعرها بالاسترخاء، بالإضافةِ إلى ذلك؛ الشاور يساعد في تهدئةِ جسمها، ويُسرّع لها المخاض.
- استنشاق زيت اللافندر وغيرها من الزيوتِ العطرية
يساعد استنشاقُ الزيوت العطرية في الشعورِ بالراحةِ والإسترخاء، وتنسّي المرأةَ الألم، بالإضافةِ إلى ذلك أنّ هذه الزيوت تساعدها في أن تبدو أكثرَ انتعاشاً.
ومن أبرزِ الأمثلةِ على هذا النّوع من الزيوت: زيتُ اللافندر المشهور بأنّ الحوامل يقمنَ باستنشاقه في مخاضهن، حيث أنّ من فوائد هذا الزيت أنّه يقللُ من التوتر، ويزيد من حالةِ الشعورِ بالاسترخاءِ والهدوء.
حتى أنّ بعضَ الحوامل يقمنَ باستخدام زيت اللافندر في كماداتٍ ساخنةٍ وباردةٍ على أجسامهن، وذلك بحركاتٍ دائريةٍ منتظمة، و دون ضغط.
كل ما عليها أن تفعله هو أن تقعد على مقعدٍ وتوجه الماء الدافئ على بطنها وظهرها، هذه الطريقةُ من أكثرِ الطرقِ الفعّالةِ في تخفيف آلام الولادة، وتسريع تدفق الدم إلى مختلفِ أنحاء الجسم.
اقرأ أيضاً: نصائح طبيّة للعناية بالصّحة في فترة النّفاس
أكثرُ الأسئلةِ المحيّرةِ عن آلام الطلقِ والمخاض
أكثر سؤال واجهني هو: مالّذي يخففُ من ألم الطلق؟
يمكن نقلُ الألم إلى منطقة العجان في المخاض وذلك من خلال وضع الكماداتِ الدافئة، حيث يساعد ذلك أيضًا في تمدد الأوعيةِ الدمويةِ؛ بالتالي تتدفّق الدورة الدموية فيعزز ذلك الراحة ويقللُ الشعورَ بالألم.
هل النومُ يساعد في تخفيف ألمِ الطّلق؟
إن كنت تشعرين بآلامِ الطلق حقاً، فلن ينتابكِ النومُ أبداً، ولأكون صريحةً معكِ؛ النوم لا علاقة له بتخفيف آلام الطلق و الولادة.
كم من الممكن أن يستمرّ آلام الطلق والمخاض؟
حسناً، إن كنتِ في حملكِ الأول فمن الممكن أن يستمرّ ألم الطلق من 12 إلى 18 ساعة تقريباَ، أما في حالات الحملِ التالية بعد المرةِ الأولى فسوف يكون نصف هذا الوقتِ تقريباً.
هل يفتح الرحم ويتوسع بالسنتيمترات قبل الولادة؟
غالباً ما تستمر مرحلة المخاض النشط من 4 إلى 8 ساعات، وقد تستمر لأكثر من ذلك أيضاً، لكن في المتوسط يتوسّعُ عنق الرحم سم واحد تقريباً كل ساعة، مع الشعورِ بآلام الولادة.
من تجاربي المؤكّدة والتي انتهت بهذه النتبجة التي توصّلتُ إليها: أنّ الصراخَ لن يخفف من آلام الولادة ولا يخففُ من ألم الطلق أيضًا؛ إنّما هو إزعاجٌ للآخرين، وإرهاقٌ للحامل؛ فلا يُستحسن أن تعملي ذلك.
التعليقات